تعنت الوفد الإيراني ورفض التوقيع على محضر اتفاق ترتيبات الحج لهذا العام، في إصرار من طهران على إعادة أجواء الحج الدموية التي شهدتها مكة المكرمة عام 1987 بسبب شغب حجاجها، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى. وعلل الوفد الرفض برغبته في عرض المحضر على مرجعيته في طهران، وأصر على تلبية 3 مطالب تخالف المعمول به في كل موسم.
بعد دعوتها ضمن 78 دولة لبحث ترتيبات الحج لهذا العام، تعنت الوفد الإيراني ورفض التوقيع على محضر الاتفاق، وتمسك بـ3 مطالب بحثا عن تكرار شغب ومصادمات حج 1407 التي تسبب بها حجاج طهران، وأوقعت عددا كبيرا من القتلى.
وأكدت وزارة الحج والعمرة أنه في كل عام، توجه الوزارة الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، حيث يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من(78) دولة، ومن بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
3 شروط مخالفة
وأضافت في بيان لها أمس أنه هذا العام 1437 تم دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد اوحدي للقدوم إلى المملكة لبحث ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم.وبينت الوزارة أن وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات الحج، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور، وهي: أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي. وأوضح البيان أن الوفد الإيراني غادر المملكة يوم الثلاثاء 12 /7 /1437 دون التوقيع على المحضر مع العلم أن الوزارة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني بأنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج.
الترحيب بالمعتمرين
فيما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال البيان: "إن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة".
وأكدت الوزارة أنها أصدرت هذا البيان لتؤكد أن المملكة قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، ولا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج.
يذكر أن النظام الإيراني استغل موسم حج 1407 في توزيع منشورات دعائية في مصلحة طهران، وتشكيل مسيرة صاخبة أشاعت الفوضى والاضطراب بين الحجاج، واصطدمت مسيرة من الحجاج الإيرانيين برجال الأمن السعوديين، مما أسفر عن مصرع 85 سعوديا و275 إيرانيا.