اختلف الدارسون والمهتمون في مجال الإدارة على الخروج بتعريف موحد يستطيعون من خلاله وصف معنى الإدارة بدقة، فبعضهم يراه علما قائما يستطيع أي شخص أن يحصل عليه عبر الدراسة الجامعية أو من خلال الدورات المتخصصة في هذا المجال، بينما يعرفه البعض الآخر بأن نجاح تطبيق مفاهيم الإدارة يعتمد على توفر مجموعة من القدرات والمهارات الشخصية التي يستطيع من يحوزها القيام بالمهام الإدارية بشكل سليم، ودليلهم على ذلك فشل الكثير من المديرين بالرغم من نيلهم درجات علمية في هذا المجال.

لذلك خلص البعض إلى أن الإدارة الناجحة هي التي تجمع بين العلم المكتسب والفن المتأصل في شخصية المدير، وإذا ما أخذنا هذا المفهوم وطبقناه على من يترأس أنديتنا السعودية التي تعيش فترة من أضعف أزمانها الكروية نجد كثيرا من الأسماء التي ترأسها لم تمارس أي نشاط رياضي رسمي في حياتها، وكثير منهم أقصى تعليم تحصل عليه كان شهادة الثانوية العامة، أما عن الصفات القيادية والإدارية فحدث بلا حرج والشواهد كثيرة، وإن كان آخرها على سبيل المثال ما أصدرته إدارة الاتحاد من بيان إعلامي ضد تمرد بعض لاعبيها قبيل مباراتهم مع الأهلي وشكواهم إلى لجنة الاحتراف وبعدها بيومين أصدرت بياناً آخر باعتذار اللاعبين عن تجاوزاتهم، ولكن المضحك كان استنكار الإدارة الاتحادية الأخبار الإعلامية الكاذبة التي تم تداولها عن لاعبيها، وهي التي نشرت الخبر للجميع.

هذا المثال يعطي صورة واضحة لغياب طرفي مفهوم الإدارة لدى إدارة الاتحاد فلا علم لديها تطبقه ولا فن تمتلكه ينقذ النادي من أوضاعه.