"الحزب الجمهوري سيفقد 40% من عضويته إذا سمحت قيادته بترشيح ترامب، وستكون القيادة مسؤولة عن تدمير حزب لينكولن، وتسليمه لديماغوجي يثير القرف حتى لدى زملائه الجمهوريين"، هذه خلاصة ما قاله الكاتب دانا ميليبانك في مقاله بصحيفة واشنطن بوست، موضحا أن الحزب العريق، إذا اختار دونالد ترامب للمنافسة الرئاسية، فسيصبح في مهب الريح، باستعداء النساء والأقليات العرقية والمهاجرين، وإذا رفضت القيادة ترشيحه فستواجه خطر شغب سيثيره أنصاره الشعبويون. وأضاف أن الحزب في مفترق طرق بمواجهة خيارات صعبة، ترقى إلى حد تهديد وجوده، والجمهوريون حاليا منقسمون بسبب تراخي قيادة الحزب في حسم الأمور في وقت باكر.

وأضاف "إذا احتشد قادة الحزب حول شخص يتمتع بقبول واسع بينهم، مثل رئيس مجلس النواب، بول رايان، فسيساعد ذلك على إنقاذ الحزب على المدى الطويل، لكنهم سيضحون بأغلبية الناخبين الجمهوريين هذا العام. وهذه ستكون أقل الخسائر".

ووجه ميليبانك انتقادات حادة لرئيس اللجنة الوطنية بالحزب، راينس بريباس، ودعاه إلى الاستقالة، لأنه فشل في إيقاف ترامب عندما كان قادرا على ذلك، كما فشل في تهيئة الجمهوريين لتقديم بديل يحظى بقول واسع، وقال إنه لو عارضت قيادة الحزب الجمهوري ترامب في وقت باكر لاختلف الوضع تماما.

وتابع "ما يزال بريباس مستمرا في التمسك بما يدعيه حيادا أخلاقيا، مرددا بلا جدوى دعوته إلى وحدة الجمهوريين، مما يسهم في تعقيد وضع الحزب أكثر فأكثر. حتى الوحدة التي يدعو إليها، هل تعني أن يتحد الجمهوريون تحت لواء التعصب؟".


ترامب والتغيير للأسوأ

قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن ترامب أحدث تغييرا في العالم، حتى قبل نتيجة الانتخابات الرئاسية، مضيفة في مقال للكاتب جيدون راشمان، إن تأثيره في الولايات المتحدة يماثل ذلك الذي أحدثه السياسي الفرنسي اليميني، لوبن وابنته.

وأضافت "اجتذبت القضايا التي أثارها لوبن وابنته شعبية كبيرة حتى قبل فوز حزبهما، وكذلك غيّرت الحملة التي قادها ترامب لـ6 أشهر الولايات المتحدة والعالم. فالقضايا التي كانت على هامش السياسة الأميركية صارت حاليا تمثل قضايا رئيسية في المشهد السياسي، ولن تغادره حتى إذا خسر ترامب، ومنها تعميق الشعور الوطني، وكراهية المهاجرين، وإدانة النخب "غير الوطنية"، والخوف من الإسلام، ورفض الاتحاد الأوروبي، وسياسة الحماية في الاقتصاد".

وأورد راشمان أن القضايا التي أثارها ترامب أهمها رفض العولمة والتجارة الحرة، قائلا إن طرحه هذه القضية غيّر موقف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون نفسها، ثم قضية الشعور الوطني الذي جسده ترامب في شعاره "أميركا أولا"، وتبنيه فكرة صراع حضارات بين الغرب والإسلام، وهي الفكرة التي لم يفضلها حتى الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وأخيرا إدانة الإعلام السائد بوصفه "غير جدير بالثقة"، والدعوة إلى إعلام بديل يروّج للتفسير بمفاهيم التآمر للأحداث، كما هو سائد على الإنترنت.

حسابات خاطئة

قطعت صحيفة واشنطن تايمز بعدم قدرة ترامب على تحقيق الفوز، ما لم يتمكن من توحيد الحزب الجمهوري وراءه. وأضافت في مقال للكاتب مارك ثيسين، أن المرشح الجمهوري المحتمل أخطأ عندما قال إنه ليس في حاجة لأصوات كل الجمهوريين، نظرا إلى أنه حصل على تأييد 40.2% فقط من الناخبين الجمهوريين، وهي أقل نسبة يحصل عليها مرشح للحزب منذ الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون عام 1968، باستثناء السيناتور جون ماكين.

وأضاف الكاتب أن 60% من الجمهوريين يرغبون حاليا في التصويت لمرشح آخر غير ترامب، كما أن لديه مشكلة مع نساء الحزب، إذ أعلنت 47% منهن أنهن لن يصوتن له في الانتخابات المقبلة.

وأورد ثيسين كثيرا من الأرقام والمقارنات التي تثبت أن ترامب في حاجة إلى إعادة النظر في حساباته، قائلا إنه إذا لم يفعل ذلك، ويبذل مجهودا كبيرا لتوحيد الحزب الجمهوري -على الأقل- وراءه، فمن المؤكد أنه سيخسر أمام هيلاري كلينتون.