فيما تنتظر البطالة 3 آلاف خريج من كليات طب الأسنان هذا العام، إضافة إلى 1000 خريج لم يعينوا بعد، حدد اختصاصيون أسباب المشكلة التي كان أبرزها ندرة الوظائف، ومعايير المفاضلة التي لا تراعي الكفاءة، وعدم تنفيذ الإحلال الذي نصت عليه لائحة الخدمة المدنية. وقال رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية في مجلس الغرف التجارية الدكتور عاصم عرب إن "عددا كبيرا من مستشفيات المملكة في مختلف مدنها يعاني نقصا شديدا في أطباء الأسنان، وتوظيف أبناء المملكة أولى من استقدام أطباء من الخارج".




حاصرت البطالة خريجي 26 كلية طب أسنان في المملكة، فحاول بعضهم العمل في مهن بعيدة عن تخصصاتهم، بعضها لا تخطر على البال، كتقديم الوجبات السريعة، والطبخ والتعقيب لدى الدوائر الحكومية، في الوقت نفسه عدد اختصاصيون أسباب المشكلة، منها ندرة الوظائف، ومعايير المفاضلة التي لا تراعي الكفاءة، وعدم تنفيذ الإحلال الذي نصت عليه لائحة الخدمة المدنية.


 





معوقات التوظيف

يقول رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية في مجلس الغرف التجارية الدكتور عاصم عرب أن "عددا كبيرا من مستشفيات المملكة بمختلف مدنها يعاني الحاجة ونقصا شديدا لأطباء الأسنان، وتوظيف أبناء المملكة أولى من استقدام أطباء من الخارج". وأضاف أن "على كل الأطباء العاطلين تقديم شكوى عاجلة إلى وزير الصحة، ومثلها إلى الخدمة المدنية، مع طرح كل معوقات التوظيف التي تواجههم، مشيرا إلى أن الغرف التجارية يعول عليها الاهتمام بالمجال الطبي، باعتباره أحد المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا تقل أهمية عن القطاعات الأخرى.


 




تجاهل الصحة

قال الطبيب فهد إن "وزارة الصحة تلجأ دائما إلى التعاقد الخارجي بحجة عدم تأمين الكوادر الطبية أو تأخيرها من قبل وزارة الخدمة المدنية، وتقوم بتحوير وظائف أطباء الأسنان وإسنادها للأجانب، وهذه مخالفة صريحة تتنافى مع التشغيل الذاتي المتبع بالوزارة".وأضاف أن "خريجي طب الأسنان يحجمون عن العمل في القطاع الخاص، نظرا لتدني الرواتب التي تبلغ كحد أقصى 4 آلاف ريال شهري، أي 20 % من الراتب المستحق لطبيب الأسنان".


 




معايير المفاضلة

يرى الطبيب عبدالرحمن أن "المشكلة تكمن في قلة طرح الوظائف وندرتها، ومعايير المفاضلة التي تعتمد على المعدل، ولا ترعى الكفاءة والاحترافية، وهو ما يؤدي إلى بقاء خريجي الجامعات السعودية الكبرى عاطلين عن العمل، وكذلك عدد من المبتعثين العائدين بشهادات معتمدة من الخارج".ويقول الدكتور مهنا سعود إن "وزارة العمل أعطت الحق لأصحاب المنشآت الطبية في توظيف عمالة بالأمن والاستقبال واستقدام الأطباء من الخارج، وذلك أحد أسباب المشكلة"، مشيرا إلى أن السعودة في قطاع طب الأسنان لا تجاوز 6 %، وأحيانا يعمل طبيب واحد سعودي بين 20 طبيبا وافدا.


 




بطالة الخريجين

أوضح مهنا سعود، وهو خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، أن "وزارة التعليم ترخص بفتح كليات أسنان دون الرجوع للتوصيات العالمية، مما يزيد من بطالة الخريجين الذين ما إن ينتهوا من الدراسة الطويلة حتى يصطدموا بالواقع المرير، أضف إلى أن الطبيب يتكبد أكثر من 180 ألف ريال سنويا تكلفة الدراسات العليا بالجامعات الأهلية". وأضاف "بعد التخرج اصطدمت بـ"جدارة" وهو نظام المفاضلة في التوظيف السعودي، فاضطررت للانتقال من التشريح إلى التشليح، بالعمل في صيانة السيارات المصدومة وبيع قطع الغيار، وبعد فترة توافرت لي وظيفة معقب فعملت بها، وبعدها عملت موظف استقبال بفندق شهير"، مشيرا إلى أن طبيبات زميلات يعملن في مهنة تسويق الطبخ على إنستجرام. وأكد سعود أن "البطالة ستتلقف 3 آلاف طبيب أسنان سيتخرجون هذا العام ، بينما لم يتم تعيين 1000 طبيب من قدامى الخريجين"، مضيفا أنه زار عددا من مديريات الشؤون الصحية وإدارة التشغيل الذاتي بالوزارة، ووزارة الخدمة المدنية، وقوبلت شكواه وزملائه بالصمت.


 




مشكلات مختلفة

تقول الدكتورة منى هاشم إن "طبيب الأسنان تواجهه مشكلات مختلفة، منها توفير الراعي كشرط للقبول في برامج الزمالة السعودية، أو تحمل التكاليف العالية في سبيل ذلك، كما أنه يعاني عدم توافر البيئة الحاضنة لتخصصه، بالإضافة إلى توقف التعاقد مع الاستشاريين غير السعوديين". وترى الدكتورة أمل الفرج أن "من المشكلات التي تواجه طبيب الأسنان ندرة برنامج الدراسات العليا بالجامعات، حيث تقف شروط القبول عائقا أمامه، منها شرط تحديد العمر والمعدل، إلى جانب ضعف أعداد المقبولين بالبورد السعودي، ومن العقبات أيضا إجبار هيئة التخصصات أطباء الأسنان على إعادة التدريب في حالة انتهاء رخصة مزاولة المهنة، وكذلك تداخل السلم الوظيفي في التعيينات، وتوقف العمل بنظام إحلال الطبيب السعودي المنصوص عليه في المادة 39 من لائحة الخدمة المدنية، والقاضي بإنهاء عقد الوافد عند وجود سعودي".


 




شروط مجحفة

أبانت الطبيبة أفنان منصور أن "أغلب المستوصفات الأهلية مستعدة لسعودة طبيب الأسنان، ولكن بشروط مجحفة، منها الموافقة على راتب دون الـ3 آلاف ريال، وهو مبلغ لا يناسب المؤهل والجهد المبذول، بل إن بعض المستشفيات الخاصة تشترط على الطبيب جلب دخل إضافي بتغريم المريض مستحقات إضافية". من جهتها، تقول الدكتورة فاطمة آل عواني "لدي عائلة وأطفال، وجاهدت للحصول على إحدى الوظائف المعلن عنها عن طريق برنامج "جدارة" الخدمة المدنية، وبالاستعلام اكتشفت أن عدد الوظائف المتاحة 24، وأن المتقدمين 310"، مشيرة إلى أنها تقدمت لأكثر إلى 30 جهة حكومية وخاصة، ولم تنل أي فرصة منذ تخرجها قبل عامين.


 




عجز في أطباء الأسنان

أوضحت إحصاءات لوزارة الصحة أن " عدد كليات طب الاسنان في المملكة 26 كلية ، 18 حكومية و8 خاصة، عدد أطباء الأسنان المقيمين 2525 طبيبا يعملون في جميع عيادات الأسنان في القطاع الحكومي، كما تشير إلى الحاجة إلى 3500 طبيب لتشغيل أكثر من 2280 مركزا صحيا في مختلف المناطق، إضافة إلى حاجة مراكز طب الأسنان والمدن الطبية والمستشفيات العسكرية ووحدات الرعاية المدرسية لأطباء أسنان".


 


التوصيات العالمية

طبيب أسنان لكل 1700 نسمة المعدل المطلوب

18 ألف طبيب أسنان يحتاجهم القطاع الصحي لـ30 مليون نسمة حاليا




إحصاءات حول طب الأسنان في المملكة

26 كلية طب أسنان

18 حكومية

8 خاصة


3 آلاف خريج جديد سنويا

1000 من قدامى الخريجين لم يعملوا بعد

10150 طبيب أسنان مسجل حتى 9/ 2015


5946 سعوديا

4204 مقيمين