عندما أشار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، في شهر مارس المنصرم إلى أن هناك أجزاء في بريطانيا أصبحت مناطق محظورة لأنها خاضعة لسيطرة المسلمين، كانت استجابة قوات شرطة العاصمة في لندن لا لبس فيها. فقد ذكرت الشرطة في بيان لها أنه لا يمكن أن يكون ترامب أكثر خطأ من ذلك.
في ذلك الوقت، كان بعض السياسيين اليمينيين يشيرون أيضاً إلى أن بعض أجزاء من أوروبا كانت شديدة الخطورة لكي يدخلها البيض. وفي هذا الأسبوع، انضمت حكومة المجر اليمينية أيضاً إلى هذا الرأي، حيث قالت إن هناك 900 منطقة محظورة في جميع أنحاء القارة يصعب على البيض دخولها. وقد ظهرت القائمة على موقع جديد من المفترض أن يرسل رسالة واضحة مفادها أن "اللاجئين غير مرحب بهم هنا".
وقد أشار النقاد إلى أن النظام المتبع في وضع هذه القائمة لم يتم الإعلان عنه، ما أثار شكوكا بشأن صحتها. وعلى الرغم من أن الحكومة المجرية أكدت لصحيفة "الجارديان" البريطانية على أن "كل شيء يستند على بيانات ومصادر متاحة للجماهير"، إلا أن بعض البيانات على الأقل تبدو وكأنها تأتي من مواقع متآمرة، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وربما يواجه السكان المحليون الذين يعيشون في بعض هذه المناطق المحظورة صعوبة في فهم الأسباب التي أدت إلى اختيار مناطقهم. وفي هذا الصدد، ذكرت الجارديان أن القائمة تضم منطقة نويكولن في برلين.
والعديد من المناطق المحظورة المزعومة الأخرى هي مناطق ذات عدد كبير من المهاجرين في مدن رئيسة مثل ستوكهولم أو باريس أو لندن، والغالبية العظمى منها يقع في فرنسا. واستمرت الحكومة المجرية في خص هذه المناطق بأنها تعاني من مشاكل مشتركة، فالسلطات، على سبيل المثال، تزعم أنها تجد صعوبة في العمل هناك، كما أن التقاليد المفترض أنها تخص الدولة نادراً ما يتم احترامها.
وربما تكون السياسة الداخلية هي المحرك الأساسي وراء إنشاء هذه القائمة. وفي الواقع، فإن الموقع المختص بهذه المناطق ليس موجهاً للجمهور الدولي، بل بالأحرى للجمهور المحلي.
وقد ذكر تشارلز جاتي، الباحث بجامعة هوبكنز، أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد بنى قوته السياسية على معارضة سياسات الاتحاد الأوروبي وتبني الخطاب القومي.
جاتي يرى أنه على الرغم من أن المجر تعتمد على الاتحاد الأوروبي في مجال استثمارات البنية التحتية، إلا أنها تقوم بحملة شرسة ضد العقلية الاستعمارية للاتحاد الأوروبي. وهناك قدر قليل من القبول للمعارضة في المجر بزعامة أوربان، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالدين.