أكد محمد العامري، والد زوج المبتعثة هيفاء الشمراني التي ألغيت بعثتها في جامعة جلاكسو البريطانية لـ"الوطن"، أن عائلة ابنه عبدالله لم تزر المملكة منذ 3 أعوام، وانقطع الاتصال بها منذ 6 أشهر، مطالبا السفارة السعودية في لندن بإعادة حفيديه محمد وغادة إليه، وإنقاذهما من الإلحاد، إذا كان والداهما بالفعل قد غيّرا دينهما، معبرا عن رفضه فكرة اللجوء السياسي التي لوحت بها زوجة الابن في عدة صحف إنجليزية.
قال والد زوج المبتعثة هيفاء الشمراني التي كانت تدرس في جامعة جلاكسو البريطانية وألغيت بعثتها لأسباب دراسية فيما ادعت المبتعثة عبر صحف بريطانية أن السبب كان رفض زوجها مشاركة أحد الأندية الطلابية السعودية في بناء مسجد في مدينة جلاسكو، إن ابنه وزوجته لم يزورا المملكة منذ 3 سنوات، وأنهما انقطعا عن الاتصال به أو بأي فرد من العائلة منذ أكثر من 6 أشهر، مبينا أن لا يعرف مكان العائلة الآن أو مصيرها، كما طلب من السفارة السعودية بلندن أن تعيد له ابنه وخصوصا حفيديه إلى المملكة وإنقاذهما من الإلحاد، إذا كان صحيحا أنهما غيرا دينهما، معبرا عن رفضه لفكرة اللجوء السياسي التي لوحت بها زوجة ابنه في عدد من الصحف الإنجليزية.
انقطاع غريب
يقول محمد عبدالله العامري البالغ من العمر 70 عاما، ويسكن في محافظة العرضيات التابعة لمكة المكرمة، في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن"، إن ابنه عبدالله كان يتواصل معه دائما، إلا أنه انقطع منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أنه أخبرهم قبل مغادرته المملكة بأنه كان يسعى وراء الابتعاث للدراسة، ولكنهم اكتشفوا أن البعثة لم تكن له بل لزوجته. وأضاف: "أنا مستغرب وعائلتي لأني أبحث عن ابني منذ أشهر، لكي أسأله عن السبب الذي دفعه للكذب علينا في مسألة البعثة، حتى ظهرت الأخبار حول إلغاء بعثة زوجته التي لم نكن نعتقد أنها تدرس من الأساس". وكشف أن العائلة كانت تتواصل مع عبدالله وزوجته منذ فترة ولكن كل الأرقام لا ترد، مشيرا إلى أنه حاول التواصل معهما لكن دون فائدة.
الاتصال بالسفارة
يقول العامري إنه يتصل بشكل مستمر بالسفارة السعودية ووزارة الخارجية من أجل المطالبة بالعثور على عائلة عبدالله وإعادتها إلى السعودية، وفي كل مرة يتلقى الوعود بأن يتم حل هذه المسألة، ولكن دون فائدة.
وقال: "السفارة لم تتوصل إليهم في بريطانيا، هم أخبروني بذلك، أنا لا أعرف لماذا لم يعثروا عليهم حتى الآن أو على الأقل يتواصلوا مع السلطات البريطانية لتحديد مكانهم والالتقاء بهم ومعرفة ما يريدون بالضبط".
وأضاف: "هيفاء تقول إن عبدالله رفض المشاركة في بناء مسجد لأحد الأندية الطلابية ونشرت هذا الحديث عبر الصحافة البريطانية، لكن هذا الأمر غير صحيح، حسب ما أبلغتني به وزارة الخارجية التي أكدت أنهما تعثرا في الدراسة لأكثر من مرة فتم إيقاف البعثة".
وتابع: "أنا تقدمت بطلب إلى وزارة الخارجية بإعادة عبدالله وزوجته إلى المملكة، لأني أرفض بشكل قاطع مسألة اللجوء السياسي وأرسلت عددا من البرقيات بهذا الخصوص إلى الديوان الملكي وولي العهد".
الإلحاد والطفلان
تحدث والد عبدالله عن إلحاد هيفاء وزوجها، وهي الأمر الذي روج له الكثيرون عبر مواقع التواصل، حول هذه القضية، قائلا: "أنا لا يهمني إذا غيرا دينهما أو اعتقنا أي مذهب، كل ما يهمني الطفلين محمد (10 أعوام) وغادة (6 أعوام)، اللذين لا يزالان على الفطرة، ما ذنبهما أن يتبعا والديهما". وأضاف: "لا أعرف مدى صحة ما ذكر عن ولدي وزوجته وما إذا كان غيرا دينهما، ولم يكن لدى ابني أي أفكار تجعلني أشك في توجهاته الدينية، ولكن الأهم بالنسبة لي عودة الصغيرين، وأن تعثر السلطات السعودية في بريطانيا عليهما لمعرفة مدى صحة هذه المعلومات".
صدمة كبيرة
أكد الأب أن العائلة صدمت بكل ما حدث منذ ظهور الأنباء الأولية عن قضية هيفاء وزوجها، مبينا أن الصدمة الكبرى التي ألمت بهم هي إلحادهم، وأكبر هم لدي الآن هما الطفلان، وإذا كانا بالفعل قد ألحدا فما ذنب الصغيرين؟".
وأكد أنه رجل كبير في السن، وأولاده مرتبطون بجامعاتهم ومدارسهم، كما لا يستطيع السفر إلى بريطانيا للبحث عن ابنه، مشيرا إلى أنه مستاء من دور السفارة في بريطانيا، إذ إنها لم تعثر على العائلة فكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو في هذه المرحلة من العمر.
وتابع: "ألوم السفارة في هذا الجانب، أريدها أن تبحث عن عائلة ابني حتى تجدها، هم يقولون لي إنهم عثروا على منزلهم وعلى مدرسة الطفلين ولكنهم لم يلتقوا بهم شخصيا". وأشار إلى أن ابنه لم يطلب منه المساعدة المالية نهائيا منذ انقطاع البعثة قبل 7 أشهر.
وأكد العامري أن عائلة هيفاء هي الأخرى مصدومة، وتريد كذلك عودة ابنتها، مبينا أن التواصل مستمر بين العائلتين حول القضية، وإخوتها يريدون عودتها لأن والدها توفي قبل سنة حتى إنها لم تكلف نفسها العودة إلى الوطن بعد وفاة والدها.