كشفت محاكمة طفل فلسطيني في القدس بشاعة الاحتلال الذي لا يفرق بين كبير وصغير في انتهاكاته، إذ دانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس الطفلَ أحمد مناصرة "14 عاما" بمحاولتي قتل وحيازة سكين، مما أثار غضب واستهجان الفلسطينيين.
وقال المحامي طارق برغوث في حديث إلى "الوطن" إن المحكمة المركزية دانت الطفل القاصر، بمحاولتي قتل وحيازة سكين، مشيرا إلى أنه تم تأجيل المرافعات إلى الـ11 من يوليو المقبل، متوقعا أن يصدر الحكم النهائي ضده أواخر يوليو أو بداية أغسطس من العام الحالي.
وكان مناصرة، ظهر في شريطي فيديو، أولهما في أكتوبر الماضي، إذ كان الطفل جريحا وملقى على الأرض، بعد أن دعسه حارس أمن إسرائيلي، وتبع ذلك اعتداءات عليه بالضرب واستخدام ألفاظ نابية ضده. وأما الثاني فنشر بعد أيام من اعتقاله، وظهر فيه وهو يتعرض لضغط شديد من محققين إسرائيليين يحاولون اتهامه بتنفيذ عملية طعن ويرد عليهم "مش متذكر"، أي لا أذكر.
إطلاق نار
اُعتقل مناصرة، وهو من سكان حي بيت حنينا في القدس الشرقية، بعد أن اتهم هو وابن عمه حسن بمحاولة طعن مستوطنَين في مستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس. وأطلق حارس أمن إسرائيلي النار على حسن "15 عاما"، مما أدى إلى استشهاده على الفور، بينما نُقل أحمد للعلاج قبل اعتقاله رغم صغر سنه.
وفي هذا السياق، قال المحامي برغوث "حتى قرار الإدانة لم يتهمه بالطعن، وإنما قال إن الشهيد حسن طعن إسرائيليين اثنين، وإن أحمد كان برفقته ولم يشارك في عمليات الطعن. وحسب القانون لا يجوز اعتقال طفل صغير قاصر، ولكن الاحتلال لا يفرق بين صغير وكبير، ولا مشكلة لديه في تجريم طفل صغير. وفي حال صدور القرار من المحكمة بإدانة نهائية ضد الطفل، فإننا سنتوجه بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، ولكن حتى الآن فإن المداولات مستمرة".
جرائم وانتهاكات
القتل بالرصاص الحي
الاعتقال بلا مبرر
العزل الانفرادي
تعصيب العينين
العنف الجسدي
تقييد الأيدي
منظومة القتل والبطش
استنكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قرار المحكمة بإدانة الطفل مناصرة، مؤكدة أن جهاز القضاء في تل أبيب هو جزء من منظومة القتل والبطش الإسرائيلية التي تمارس ضد كل الفلسطينيين، وعلى رأسها الأطفال القاصرين الذين استهدفتهم سلطات الاحتلال منذ أكتوبر الماضي بأبشع السياسات والممارسات الإرهابية من اعتقال وتعذيب وإصدار إحكام تعسفية بالاعتقال والحبس المنزلي، وفرض غرامات مالية باهظة جدا.
وفي وقت سابق، أكدت تقارير دولية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم القوة المفرطة ضد الأطفال الفلسطينيين، وتستهدفهم بالرصاص الحي.
وأضافت التقارير أن تل أبيب تعتقل في سجونها المئات من الأطفال الفلسطينيين، مؤكدة أنهم يتعرضون لأشكال متنوعة من التعذيب وإساءة المعاملة خلال عملية الاعتقال أو التحقيق، كتعصيب العينين وتقييد الأيدي والعنف الجسدي النفسي معا، إضافة إلى العزل الانفرادي.