أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، محمد علي الحسيني، أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أصدر قرارا بضرورة التغيير الكلي لاتفاق الطائف، وإيجاد ميثاق لبناني جديد مفاده إعطاء دور سياسي أكبر لحزب الله وحلفائه، بهدف تحقيق هدفين أساسيين، أولهما إضعاف علاقة لبنان بالدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية، بحيث يتم في نهاية الأمر إبعاد العرب عن لبنان. وثانيهما الخوف من المستقبل على حزب الله ووجوده، خاصة مع احتمال فقدان شريكه نظام بشار الأسد في سورية، مما يشكل خطرا وجوديا على الحزب، حيث يجري العمل من أجل تعويض ذلك من خلال تقوية وجوده داخل نظام الدولة اللبنانية.

وأكد الحسيني في تصريحات إلى "الوطن" أن التخطيط الإيراني لإسقاط اتفاق الطائف يعتمد على إشاعة الفوضى والفساد في لبنان، فضلا على تعمد الفراغ السياسي، والتمديد للنواب والمديرين، وتعطيل المؤسسات، وتغييب الرقابة والمحاسبة، مما يجعل بالضرورة المطالبة بحل جذري، وهو إسقاط اتفاق الطائف والاتفاق على ميثاق وطني جديد، وهذا ما أعلنه صراحة وطالب به حسن نصرالله. وقال "من أجل ذلك يجب أن ينظر إلى القضية بأنها أبعد وأوسع وأعمق من قضية لبنانية بحتة، بل إنها مخطط إيراني جديد يجري تنفيذه بكل هدوء وروية، تحت أنظار ومسمع الدول العربية. وهذا سيترك لبنان لقمة سائغة أمام الولي الفقيه".

وأضاف الحسيني "تجسد الحقد والحسد الإيراني من ريادة السعودية إقليميا وعالميا، بعد أن تحول حزب الله من مقاومة على الحدود، إلى حجر عثرة في الداخل اللبناني، ونفذ إلى داخل أغلب مؤسسات الدولة، وأمسك بمفاصلها، وسيطر على البلاد بصورة واضحة، خاصة عندما قام باغتيال الشهيد رفيق الحريري، وكل ذلك بدعم وتوجيه مباشر من نظام ولاية الفقيه في إيران، الذي كان صاحب المصلحة الأولى والأخيرة من وراء ذلك. فحزب الله يعلن الولاء العلني للولي الفقيه في إيران، ويتحرك في إطار أوامره، وها هو يحتل لبنان ويسيطر على معظم مؤسساته، ويتحكم بقراره السياسي، ويمنع انتخاب رئيس الجمهورية، ويعطل الحياة السياسية، وينطلق من لبنان في حربه ضد الشعب السوري، ويعادي الإخوة العرب، ويفرض بالقوة على مجلس الوزراء اتخاذ قرارات سلبية في القضايا العربية، تنفيذا لأوامر طهران، والشواهد كثيرة، وتكفينا المواقف المخجلة التي اتخذت في اجتماع الجامعة العربية، وفي القمة الإسلامية. لذلك نقول إن لبنان العربي اليوم يقع تحت سيطرة واحتلال حزب الله الإرهابي، الممول والمدعوم من الولي الفقيه في إيران".