أحداث غير مسبوقة يمر بها المواطن السعودي حاليا، وهذا يستدعي منه مواكبة هذه الأحداث محليا وإقليميا بالتكيف معها واستغلالها للتغيير نحو الأفضل، فالملك الحازم سلمان لا يعرف في حياته سوى العمل الجاد، وهذا ما مكنه بعون الله من نقل الوطن والدولة إلى مرحلة جديدة تختلف كليا عن السابق، وبمعطيات مختلفة أهدافها معلنة تنصب على التطوير الداخلي وبناء المواطن ليصبح قوة منتجة، وتصويب أي خلل في أداء كافة مرافق الدولة ومؤسساتها، إضافة إلى استقرار المنطقة بأكملها، وهذا طبيعي فقد جاء الملك سلمان إلى الحكم بعد تجربة طويلة لا مثيل لها بالعالم العربي امتدت خمسين عاما، وبيده الخريطة الإستراتيجية ذات الأبعاد المختلفة للداخل والخارج.

لقد تغير مع الملك في عام واحد وجه السياسة برمتها في العالم العربي من التراجع السابق والضعف والهوان والخوف والاستسلام للواقع إلى مرحلة الردع بالهجوم والصمود بالمبادأة عن كيان المملكة وعن العرب وقضاياهم، وهذا تحول إستراتيجي كبير لم يكن بمقدور أهم مراكز الدراسات والبحوث في العالم توقع حدوثه وتوقيته.

مع الملك سلمان تغيرت ملامح الجزيرة العربية دولا وجيوشا وعلاقات سياسية وعسكرية وأمنية، وستتغير أكثر بشكل متسارع يسابق عجلة الزمن نفسه.

ومحليا أحدث الملك خلال عام واحد حراكا هائلا وغير مسبوق حول ملامح الاقتصاد الوطني، ووضع سياسات متقدمة لإدارة الموارد الحيوية للبلاد وتطويرها من رتابة النمط القديم المتكرر إلى إستراتيجيات حديثة ومدروسة يقودها رجال دولة لديهم رؤى وطنية إستراتيجية ويساعدهم مستشارون وخبراء بكفاءة عالية.

وإذا كانت الهموم كثيرة والتحديات جسيمة داخليا وخارجيا فإن قدر السعوديين وقائدهم الملك سلمان هو التصدي للأعداء في كل الاتجاهات، وهذا يتطلب بالضرورة تناغم مواقف الشعب مع التوجهات الجديدة للدولة في ظل إستراتيجيات وضعها ملك البلاد، فلم يعد مجديا للمواطن ولا مقبولا منه التفرج على الأحداث دون التأثير الإيجابي في مجرياتها والوقوف بثقة ودراية خلف قائدنا الملك، فواقعنا اليوم قد تغير عن الأمس، وهذا يستلزم تغيرا جوهريا في أسلوب الحياة والمعيشة والادخار، بل وتغيير النمط الشخصي السابق تجاه الصرف اليومي وتجاه تحصيل الأبناء العلمي وإدارة الوقت وتطوير المعرفة الشخصية العلمية والثقافية وتكريس الولاء الوطني والانتماء للبلاد السعودية بأكملها، وبلا شك إن من لم يبادر مبكرا ومن هذه اللحظة فمستقبله سيكون الفشل، والسبب بكل بساطة هو أن الدولة تغيرت وانطلقت نحو آفاق جديدة بوسائل جديدة وإدارة مختلفة بناء على ظروف المرحلة، وهذا لا ينفي أن هناك من هو سلبي يتكلم فقط ولا يعرف حتى تاريخ بلاده ولا توجهاتها، ولكن هناك بفضل الله آخرون كثر وطنيون صالحون يقولون ويفعلون، والفرق بين الفريقين شاسع. والوطن الذي يفتقد المواطن القوي المؤثر لا خير فيه.

إن أهم مكونات أي دولة هو إنسانها الذي يحمل هويتها. والشعب القوي الصلب في وطنيته الملتحم بقيادته يوفر لقائده خيارات ناجحة للدفاع عنه، ويمنحه قوة داخلية كبرى تمكنه من الصمود في وجه الأعداء خارجيا وداخليا وهذا هو السلاح الأقوى.

حمى الله بلادنا ونصرها.