على المجتمع الرياضي السعودي ألا ينجرف خلف تأهل المنتخب للأدوار النهائية لمنافسات كأس آسيا والتأهل لمونديال موسكو فالمسألة في المقام الأول استعادة أمجاد الصقور الخضر كأسياد لآسيا ردحا من الزمن وبكل اقتدار، فهذه الصدارة لمجموعته لا تعني الكثير عند الشخص الحصيف والمتابع لفروقات التطور بين منتخبات آسيا بل وحتى أنديتها بينما منتخبنا استمر لأكثر من عشر سنوات متواصلة وهو الصديق الأوحد للانكسارات والخيبات وبدون توقف.

التأهل حاليا هو فرصة لكل غيور على المنتخب الأخضر لمحاولة فرض سطوة الكرة السعودية وهيبتها أمام منتخبات كبيرة وثقيلة في القارة، وهذا هو المحك الحقيقي للمهتمين بالشأن الرياضي في بلدنا الحبيب وعلى رأسهم الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد الذي يعتبر بالنسبة لي أكثر شخص مُطالب بمتابعة الحراك المستقبلي لجاهزية وإعداد منتخبنا، ولعل أبرز النقاط تأجيل بطولة الخليج ثم العمل على معسكر يضم قائمة من نخبة لاعبي الأندية يتم اختيارهم من قبل جهاز فني مقيم في المملكة ويمنع ارتباطه بالقنوات للتحليل أو لأي شيء آخر، أي بمعنى التفرغ الكامل للمهمة مع عمل لوائح انضباطية صارمة لإدارة المنتخب الذي يفترض أن يكون القديران علي داوود وطارق كيال على رأس الهرم الإداري لمنتخب الوطن، وفصل إدارة المنتخب عن أي اتحاد آخر وتكون مرجعيتهما المباشرة الرئيس العام مباشرة للخبرة التي يتمتعان بها، وتُعطى لهما كل الصلاحيات وتفريغهما تماما لهذه المهمة.

أما فيما يخص اتحاد القدم السعودي وشخوصه فهم راحلون لا محالة، وسيكون الجميع حينها أمام جعجعة انتخابات وتصويتات وأفضليات ومرشحين يفترض وهذا الأهم ألا يكون لبرنامج المنتخب زمان ومكان وإعداد أو إدارته تحديدا أي علاقة باتحاد القدم وشؤونه وشجونه وإشكالاته وانتخاباته، وذلك لأهمية المرحلة المقبلة.