أعتقد أن "عرقوب" ظُلم كثيرا بجعل مواعيده "المضروبة" حتى الآن مثلا في عدم الوفاء. فوزارة الإسكان تجاوزته في عدد الوعود، وهي بذلك أحق من "عرقوب" في جعلها مضربا لمن يماطل!

و"عرقوب"، هو ما غيره، صاحب البستان الذي جاء إليه سائل يشكو الحاجة، فمنحه طلع إحدى نخيله، وعندما أطلعت قال دعها حتى تصبح بلحا، ثم عندما أبلحت، قال دعها حتى تزهو، ثم واصل المماطلة، وطلب أن يأتيه عندما تصبح رطبا، ثم عندما طلب أخوه عطاءه، قال دعها حتى تصبح تمرا، ليأتي "عرقوب" من بعده ويجذ النخلة، فأصبح يقال: "أخلف من عرقوب"!

ففي ذمة "الإسكان" 500 ألف وعد لم تفِ به، تتمثل في 500 ألف وحدة سكنية وعدت ببنائها عام 2011، عندما خصصت لذلك مبلغ 250 مليار ريال.

وللأمانة، فقد أوفت الوزارة بوعد بناء 3090 وحدة سكنية خلال سنوات، أي بمتوسط 618 مسكنا كل عام!

بناء على ذلك، وبحسبة رياضية، فإن اكتمال إنشاء النصف مليون وحدة سكنية سيستغرق 809 أعوام. ألا تلاحظون أن العرب جعلت "عرقوب" مضرب مثل لمن يماطل، رغم أن مماطلته في منح التمر لسائله كان لموسم واحد فقط؟!

أحد جيراني ممن لا يزال يكتوي بنار الإيجار، كلما رآني يسألني عن جديد مشاريع الإسكان، وكنت في السابق أجيبه معتمدا على تصريحات مسؤولي "الإسكان"، لكني لاحظت أنه بدأ يفقد ثقته بسببها، لذا أصبحت أجيبه بـ"لا جديد" لأحافظ على ما تبقى من ثقة جاري العزيز!

وقبل يومين فقط، قرأت آخر مواعيد وزارة الإسكان، إذ تقول إنها ستتسلم في الربع الثاني من العام المقبل أكثر من 50 % من مشاريعها. وكم تمنيت لو توقفت الوزارة عن "تعشيم" الناس على الأقل!

سبق وطالب الجميع وزارةَ الإسكان بالتوقف عن الوعود الوهمية، وجعل مشاريعها هي من تتحدث بالنيابة عنها، لكن مسؤوليها لا هُم توقفوا عن التصريح، ولا فتحوا بيوتا للناس!