هوازن الزهراني
ما زالت راسخة بذهني في العام الدراسي الحالي صورة الطفل الذي يبكي بحرقة ويقول "أبغى بابا يجي معاي للمدرسة " هو ابن الشهيد -رحمه الله رحمة واسعة- ذاك الذي سطّر والده درساً في التضحية وقدّم روحه رخيصةً لله من أجل الدين والوطن، ذاك الذي ضحى بحياته من أجل أن نعيش باطمئنان. ذاك المشهد جعلني أتساءل حول حال الطفل اليتيم بصفة عامة، ومن استشهد والده في الحروب بصفة خاصة، كيف يكون حالهم عندما يرون آباء أصدقائهم، ويتساءلون عن آبائهم!! بلا شك لا اعتراض على قضاء الله وقدره، ولكن ما أود إيصاله هو أن واجبنا جميعاً تجاه أولئك الأيتام يجب أن يكون من منطلق شرعي أوصانا ديننا بالالتزام به، وواجب إنساني منبثق من أخلاقنا التي جُبلنا عليها.. بكفالتهم مادياً ومعنوياً وتقريبهم منا ومن أطفالنا، والتودد لهم.. فمن منا لا يريد أن يتحقق له "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"!! لذلك يجب علينا جميعاً أن نسهم في مسح دمعات أبناء الشهداء، ونأخذ بأيديهم كي لا يشعروا بإحساس الوحدة والانطواء، وأن نمد يد العون لجميع الأيتام من حولنا، وألا ننسى أحداً منهم، وهنا بعض النقاط التي أتمنى تطبيقها عاجلاً من قبل مؤسسات المجتمع المدني وهي:
• تأهيل أسر الشهداء والأيتام معنوياً وجعلهم نموذجا للأسرة المتكاملة، وتقديم الحقوق المادية لهم على أكمل وجه وبشكل مستمر.
• إضافة منهج في التربية الوطنية بالتعاون مع وزارة التعليم لتوثيق معركة الحزم مع أسماء الشهداء وتعليمها لأبنائنا الطلبة.
• فتح مجال الإبداع للشباب وتعزيز الوطنية بالتعاون مع وزارة الإعلام لكتابة السيناريوهات الهادفة لطرحها في الإعلام، حتى ننشئ جيلا واعيا مدركا للمسؤوليات.
• تفعيل المحاضرات والخطب الدينية في المساجد والمنابر الخيّرة وتذكير الشباب بشهداء الوطن كقدوة صالحة. وفي الختام.. رسالتي إلى ابن الشهيد.. لك أن تفخر فأنت ابن الشهيد الذي سيخلد في ذاكرة الأيام تاريخاً نفخر به وتبقى مواقفه شاهدةً على تضحياته.