أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أن مسجد الجمعة في المدينة المنورة الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أول صلاة جمعة عند وصوله للمدينة، لا يمكن فتح أبوابه وقت صلاة الجمعة لافتقاده عنصرين مهمين، هما المساحة والمسافة، حيث تبلغ مساحة مبنى المسجد قرابة 460 مترا مربعا فيما يشترط على الجوامع لأداء صلاة الجمعة فيها 900 فأكثر، بينما يبقى العنصر الآخر والمهم قرب المسجد من مسجد قباء الذي لا تتجاوز المسافة بينهما أقل من كيلو متر واحد.

وأشارت باحثة ومتخصصة في آثار المدينة المنورة إلى أن افتتاح مسجد الجمعة للصلاة فيه يوم الجمعة يعد مشقة على المصلين لقرب مسجد قباء، حيث إن الأخير يضاف لمن صلى الجمعة أن ينال أجر عمرة حسبما ورد في الحديث النبوي، والذي يتضمن طهارة المسلم وتوجهه للمسجد للصلاة فيه يعد أجره كعمرة.

وأوضحت المتخصصة بالتاريخ والمهتمة بآثار المدينة الباحثة عبير النجار لـ"الوطن": فرضت صلاة الجمعة والنبي ? في مكة المكرمة أي قبل الهجرة، وصلى المسلمون أول جمعة في الإسلام بالمدينة في موضع مسجد قباء بإمامة مصعب بن عمير حسبما ورد في كتاب الدر الثمين لغالي محمد الأمين الشنقيطي، فمن الطبيعي سبحان الله على نفس المؤمن أن يفعل كل ما فعله ?، وبوجود مسجد الجمعة بهذا الاسم بالمدينة يرغب الجميع بالصلاة فيه وخاصة صلاة الجمعة، لكن تحريا للفضيلة وكسب الأجر وقرب المسافة من مسجد قباء جعل الصلاة فيه تبعا لحديث رسول الله ? من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة.

وأضافت: صلاة الجمعة أجرها عظيم والصلاة في مسجد قباء أجرها عظيم، فاجتمعت الفضيلتان في مكان واحد. من جهته، قال مدير فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف في المدينة المنورة الدكتور محمد الخطري: تعليمات الوزارة حول إقامة صلاة الجمعة في أي مسجد لابد أن يتوفر فيه عنصران رئيسيان "المساحة والمسافة"، ومسجد الجمعة المسافة بينه وبين مسجد قباء قصيرة جدا ولا تصل إلى كيلو والعنصر الآخر أن يكون أقل مساحة في المسجد لإقامة الجمعة 900 متر مربع فيما مساحة المسجد حاليا 460 مترا تقريبا.