مضى عام مثقل بكل شيء، نعيش ذكراه الأولى "عاصفة الحزم"، التي تضع أوزارها تدريجيا، لتخلص اليمن من سيطرة الميليشيات الحوثية وصالح المتمردة، والعناصر الإرهابية، على أمل استعادة هيبة الدولة التي حاول مغامرون اختطافها على حين غرة.

عام مضى

كان الأمن العربي عنوانه الأبرز، فعاصفة الحزم ستدون أحداثها في الصفحات الذهبية من التاريخ، لتجسد التحالف العربي في أسمى صوره، فشكرا سلمان الحزم، وشكرا لكل دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، التي تعلمنا منهم معاني الإباء والعزم والعطاء.

عام مضي

هلك الحوثيون بأوهامهم وأخطأت تقديراتهم التي كانت بمثابة ركن يستندون عليه، فقد بنوا آمالا كبيرة عندما أطلقوا إعلانهم الدستوري المهترئ ليشكلوا من خلاله مجلسهم الثوري الهزيل ليكون بديلا لسلطة الدولة الشرعية، فهبت عاصفة الحزم وتبعها الأمل، ليليهما البناء والعمل.

عام مضي

حريٌ بنا في هذه الذكرى، أن نتوقف أمامها للاستفادة من أخطاء الماضي، وقراءة واقعنا ومراجعة كافة مساراتنا السياسية والعسكرية والاجتماعية، لنستخلص الدروس المستفادة من هذه المرحلة، ونضع أوتادا متينة لمستقبل مقبل.

عام مضى

من تاريخ اليمن المعاصر، ستظل تفاصيل ذكراه تحاصرنا، وبدأ العام الأكثر تحديا، فكيف سنحصن وطننا من مغامرات السياسيين والعسكرين والإرهابيين.

عام مضي

وها هم المتمردون يناورون بالسلام بعد أن أنهكت الحرب قواهم، وبعد أن دمروا البلاد واستنزفوا ثرواتها وخلقوا شرخا مجتمعيا يضاف إلى ما سبقه من شروخ منذ عام 1994.

عام مضي

سندفع ضريبة مراهقة بعض الأطراف، ففي كل بيت شهيد أو جريح لا ذنب لهم سوى أنهم إما كانوا مدافعين عن وطن يحاول البعض سلبه منهم وإرجاعهم إلى سنوات قد تجاوزتها عجلة الزمن، أو أنهم تم الزج بهم في أتون معارك لخدمة أجندة يجهلها جلهم.

عام مضي

وها نحن اليوم نقف أمام أعتاب عام يكون السلام محوره، وسيكون اختبارا لنوايا الأطراف التي انقلبت على مؤسسات الدولة لإثبات جديتهم في طرق أبواب السلام.

عام مقبل

سيكون السلام محوره، ويجب علينا الاستفادة من أخطائنا في الماضي ولنضع أصابعنا على الجروح، لنوجد المعالجات لكل القضايا الشائكة، ابتداء من القضية الجنوبية، مرورا بمشكلة صعدة، وانتهاء بآثار هذه الحرب ومسبباتها، ووضع المعالجات الحقيقية لها وتمثيل حقيقي وجاد للأطراف الممثلة لكل منها.

ختاما: سنعيش الأمل ونعمل على تحقيق مستقبل أفضل ليمن عانى كثيرا من أبنائه.