قبل عامين تقريبا دشن الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية حملة (شاركونا الطريق)، التي تضم في أهدافها مجموعة من الأهداف النبيلة، وفي مقدمتها سلامة ممارسي الرياضة، ونشر ثقافة القيادة الآمنة لجميع مستخدمي الطريق؛ سواءً دراجين، أو سائقي سيارات، كذا فهم واستيعاب أهمية السلامة بالنسبة لقائدي السيارات تجاه الدراجات النارية، ومدى تأثير أسلوب السائقين على الدراجات، وشرح أهمية اتباع القيادة الآمنة في الطرقات بالنسبة للدراجين، وما يقومون به من تصرفات خاطئة في الميادين العامة، وتوعية المجتمع بمخاطر الطريق، وتحسين الفكرة العامة لدى المجتمع تجاه الدراجين.

تطورت الحملة والفريق خلال هذه الفترة القصيرة تطورا ملحوظا، وكان من ذلك ما لمسته مساء الإثنين الماضي، في مدينة الملك عبدالله الرياضية، من خلال حضور حفل تخريج الدفعة الأولى من (سفراء السلامة) ـ مجموعة منتقاة من طلاب المرحلتين المتوسطة الثانوية ـ ، الذين رعتهم مجموعة شاركونا الطريق، ودربتهم طيلة خمسة أسابيع على كيفية التخاطب، والعمل الجماعي، بالإضافة إلى أسس العمل التطوعي، ومعايير السلامة؛ ليقوموا بدورهم في توصيل فكرة المشروع القائمة على احترام نظم المرور، وتجنب مخاطر الطريق. وسعدت مع الحضور بالاستماع إلى السفراء الصغار في محاضرة توعوية مبسطة ورائعة عن السلامة، خرج منها الحضور بإحصاءات رقمية مخيفة عن الحوادث المرورية في المملكة؛ وعرفت بالبحث بعد اللقاء أن المملكة تحتل المرتبة الأولى في عدد وفيات الحوادث بالنسبة لكل 100 ألف إنسان، وأن الخسائر المادية السنوية تبلغ 13 مليار ريال، وأن مصابي الحوادث يشغلون 30% من أسرّة المستشفيات، وأن أخطر الحوادث المرورية تقع في الطرق السريعة التي تتراوح السرعة فيها بين 60 و70 كيلومترا في الساعة، وأن المملكة تسجل بسبب الحوادث المرورية حالة وفاة واحدة كل 70 دقيقة.

من الفعاليات المستقبلية للحملة، برنامج (شارك)، الذي تم تدشينه في ذلك المساء، وهو برنامج واعد؛ لمجموعة تطوعية، يهدف إلى مشاركة المعرفة في المجتمع، من خلال تهيئة السبل لأصحاب الأفكار والمبادرات، لإيصال المعارف المفيدة وتنفيذها لمن يحتاج إليها في المجتمع، عن طريق المحاضرات، أو الحملات الميدانية، أو التدريب العملي، أو التدريب الميداني، بالإضافة إلى حملات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك رعاية وتنفيذ الأفكار، والمبادرات، والإسهامات التي تسعى لخدمة المجتمع..

"شاركونا الطريق" و"شارك"، أعمال تطوعية، بأياد وطنية، وتستحق أن يقدم لها الدعم، حتى تواصل رسالتها، والدعم المطلوب ليس عسيرا، فهو يتلخص في احتضان نشاطاتهم، وتبني الجهات المسؤولة لخططهم، ودعمهم إعلاميا، خاصة أن الفريق ـ (شاركونا الطريق) ـ يبث في الناس معارف جميلة عن السلامة الخاصة، وهي وإن كانت متعلقة بالدراجات، والسيارات، ومرتادي الطرقات؛ إلا أنها علامة من علامات السكينة التي ينشدها الناس جميعا؛ فقد بات واضحا للجميع، أن المتهاون في السلامة مع ذاته، هو بالضرورة لن يستطيع أن يبث السلامة لا في بيته، ولا في حيه، ولا حتى في مدينته، وبالتالي هو أحد المرشحين لزعزعة السلامة في داخل بلاده، وربما خارجها.