أكد رئيس وفد المعارضة السورية للمفاوضات، العميد أسعد الزعبي، في حديث خاص إلى "الوطن"، أن الحكومة التركية تأخرت كثيرا في موضوع فرض منطقة عازلة لحماية المدنيين، من طرف واحد، وقال :"كان باستطاعة أنقرة أن تقوم بذلك من طرف واحد، رغم المعارضة الأميركية المستمرة".

ويتقاطع تعليق الزعبي مع تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الذي أعلن في وقت سابق، أن بلاده ستحمي حدودها إلى الداخل السوري، من العمليات الإرهابية. ويشير مراقبون إقليميون، إلى أن أنقرة فوتت على نفسها فرصة كبيرة، من فرض المنطقة الآمنة من طرف وحيد، منذ أحداث عين العرب "كوباني".

تواطؤ ثلاثي

قال الزعبي، الذي انشق عن النظام في أغسطس 2012، إن هيئة الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص بالأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، أضحت "أداة أميركية روسية إيرانية ممنهجة للتصعيد العسكري الإرهابي". وقال: "نبهنا أصدقاء سورية من الأميركيين والبريطانيين والأوربيين والخليجيين، إلى أنه لا يمكن الاستمرار في عملية التفاوض، لاستفادة نظام الأسد من ذلك، عبر تصعيده العسكري الكبير".

وذهب الزعبي إلى القول بأن واشنطن تقف ممتنعة من إعطاء المعارضة السورية أسلحة متوسطة وثقيلة، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يقلب موازين المعادلة العسكرية على الأرض، مبينا أن المؤشرات الخطيرة في الأزمة السورية خلال إدارة الرئيس أوباما وفريقه السياسي في البيت الأبيض دليل واضح على تواطؤ دولي.

الاصطفاف الداخلي

شدد الزعبي على الاصطفاف الداخلي بين مكونات الفصائل السورية المسلحة، وقال: إنه "صمام الأمان الوحيد أمام هذه التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب السوري، وبخاصة من قبل آلة القتل الروسية والإيرانية والأسدية، التي بلغت حداً قياسياً في الإرهاب الممنهج". وأوضح أن الثوار يطالبون بحقهم الشرعي في التخلص من نظام ظلمهم أكثر من أربعة عقود، وسلبهم أبسط الحقوق.

وبين الزعبي أن الهجرة القسرية من قبل الشباب السوري من الداخل إلى مناطق اللجوء، تحمل أضرارا كبيرة على مستوى الوطن، خاصة في ظل ارتفاع أرقام المهاجرين والنازحين، وأكد أن انتصار الإرادة السورية إيمان لم يتزعزع، مشيرا إلى أن الأحداث الوحشية، وبخاصة استهداف المشافي بحلب، لن يزيد السوريين إلا مقاومة وممانعة.