لاحظت أن وجود كلمة إيران في عنوان أي مقال يزيد من عدد قرائه، ولكن موضوعي اليوم ليس له علاقة بإيران لا من قريب ولا من بعيد وهو مجرد طُعم لإثبات هذه المقولة.
العنوان الحقيقي للمقال هو: "مرجلة" الأطفال.
نحن في مجتمع يهتم بالعادات والتقاليد، وهذا أمر محمود، خاصة إذا كانت هذه العادات والتقاليد تُكرم الضيف وتحترم الكبير وتساعد المحتاج وتنصر المظلوم... إلخ، وهذه كلها موجودة في مجتمعنا ونغرسها في أطفالنا منذ الصغر. ولكن هناك بعض العادات قد تجعلنا نُجرِّد الطفل من طفولته ونتعامل معه بأنه رجُل ونغرس هذه الفكرة فيه، رغم أن عمره أحيانا قد لا يتجاوز 5 سنوات! فبمجرد وجود مناسبة، تجد الأب يحرص على أن يمنع طفله من اللعب مع أقرانه بحجة "المرجلة"، ويأتي هذا الطفل المسكين الذي كان يستمتع بوقته مع بقية الأطفال إلى المجلس ممسكا بدلة القهوة التي تكاد تسقط منه لصغر يديه. وطبعا الحديث في مجالسنا عامر بالسياسة والقضايا العالمية لدرجة تشعر أنهم بعد العشاء سوف يقدمون كل المقترحات لمجلس الأمم المتحدة لمراجعتها والتصويت عليها! والسؤال ماذا استفاد هذا الطفل الصغير من وجوده في هذا المجلس؟ ولماذا نسلب منه أهم مرحلة بعمره وهي طفولته لنجعله ينتقل مباشرة لمرحلة الرجولة! قد يكون الأمر مقنعا لمن كان في عمر 12 أو 13 سنة وما فوق، بشرط ألا يُسجن طول الوقت مع أشخاص كبار بالسن، اهتماماتهم مختلفة وأحيانا مواضيعهم لا تكون مناسبة للأطفال.
هذا الأمر أخف بكثير من غيره. أذكر أني وضعت أكثر من مقطع بتويتر لأطفال- صبيان وبنات - لم يتجاوزوا العاشرة يطلقون النار بسلاح رشاش وعلقت: إنه قتل لبراءة الأطفال. انصدمت من ردة فعل الكثيرين وهجومهم وأغلبها تدور حول "المرجلة" وأنها "من سلومنا"، رغم أن هناك حوادث كثيرة تقع للكبار بسبب الأسلحة أو بسبب طلقة "شاطحة" بمناسبة معينة.
أليس من الأولى أن نحمي أطفالنا من "مرجلة" تسلب طفولتهم؟