أسفر تزايد حدة القتال في مدينة حلب الأسبوع الجاري عن مقتل 235 شخصا. وقالت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، أمس، إن استمرار القتال أنهى وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في فبراير لم يتبق منه إلا اسمه فقط. وألمحت الصحيفة إلى ردود فعل أهل المدينة الذين يعيشون تحت وابل القصف المستمر لمنازلهم والمستشفيات والمدارس، مشيرة إلى أنهم يتساءلون: أين ذهب الأميركيون؟
وذكرت الصحيفة أن الجزء الشرقي من المدينة الذي يقع تحت سيطرة المعارضة، يستعد لهجوم من قوات نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، مؤكدة أنه إذا نجح الأسد في استعادة كامل المدينة، فإن ذلك يُغير مجرى الحرب. وكان كثير من المدنيين متفائلون بأن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، كان بصيصا من الأمل الذي احتاجت إليه حلب بعد تحملها أربع سنوات من القتل، منذ أن وصلت الحرب إليها عام 2012.
وترى الصحيفة أن انتصار الأسد في حلب يُمكن أن يقنع القوى الإقليمية بأن نظامه ليس على وشك السقوط، مما يتيح له قدرة أكبر على المساومة على طاولة المفاوضات. وأشارت إلى تناقض في الموقف الأميركي الذي ما زال يزعم أن الهدنة مستمرة حتى بعد انتشال عمال الإنقاذ جثث الأطفال من أنقاض مستشفى القدس.
ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، قوله إن الجمود الأميركي يُظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الآمر الناهي الآن، وأن روسيا كانت لديها دائماً فكرة واضحة عن أن وقف إطلاق النار غطاء لها للتعزيز والتخطيط، وهو ما يجري حاليا.