يقول مسؤولون في الشرطة الأوروبية إن القوانين الأميركية وسياسات الشركات تعيق جهودهم لمنع الهجمات الإرهابية المستقبلية، لأن العملية القانونية للحصول على أدلة دولية من شركات الإعلام الاجتماعي الموجودة في أميركا قديمة لدرجة خطيرة. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الشرطة الأوروبية التي تواجه عملية مطولة للحصول على بيانات من شركات مثل فيسبوك وتويتر تريد جعل الشركات التقنية الأميركية أكثر تجاوبا مع المطالب الخارجية.
وأظهر منشور إلكتروني بعد هجمات باريس بأيام مدى حدة التوتر، ففي ذلك المنشور تباهى أحد مؤيدي تنظيم داعش أن هجوما مماثلا سيحدث في يوم الأحد التالي في بروكسل، ولكن عندما طلبت الشرطة البلجيكية معرفة هوية الشخص الذي يقف وراء الحساب، رفضت الشركة الأميركية التي لم يكشف عن اسمها أن تقدم بيانات المشترك، إلا بعد إبلاغ المشتبه به عن الأمر وتزويده بمعلومات التواصل مع مسؤول الشرطة، لكن المسؤولين البلجيكيين رفضوا طلب الشركة خوفا من تعريض حياة مسؤول الشرطة للخطر، وتزايدت حدة الخلافات لدرجة أن وزارة العدل الأميركية اضطرت للتدخل، ووافقت الشركة الأميركية في النهاية وبعد نقاش طويل على إعطاء المسؤولين البلجيكيين البيانات المطلوبة.
حالات طارئة
في 21 نوفمبر، بعد أكثر من أسبوع بقليل على هجمات باريس، رفعت بلجيكا درجة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى وحذرت من هجوم وشيك، وأغلقت نظام قطار الأنفاق والمدارس، وألغت إقامة المناسبات الرسمية، لكن المسؤولين البلجيكيين لم يقولوا فيما إذا كان المنشور الإلكتروني كان له علاقة بحالة الطوارئ التي استمرت أربعة أيام.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن متحدثة باسم فيسبوك قالت إن الشركة طورت عملية فعالة للتفاعل مع مطالب السلطات الأمنية الخارجية، وإن تلك العملية تعطي أولوية للحالات الطارئة، وأضافت أن هذه العملية لا تتطلب تدخل القنوات الدبلوماسية، وأنها قد تستغرق ساعات، وفي بعض الأحيان دقائق فقط.
توافق قانوني
قالت شركة جوجل إنها تتجاوب مع المطالب الخارجية عندما تكون متوافقة مع قوانين البلد الذي يطلب البيانات، والقوانين الأميركية، والمعايير الدولية، وسياستها الخاصة، وهذا الموقف نفسه تقريبا يعكس موقف تويتر.
وتخوض الشرطة الأميركية صراعها الخاص مع الشركات التقنية حول قضايا تتعلق بالخصوصية والأمن، لكن البعد الدولي يضيف طبقة إضافية من التوتر، تؤيد استخدام التشفير، على سبيل المثال، يعني أن الرقابة الداخلية في أي بلد قد لا يكون لها أي فائدة لأن النسخة غير المشفرة الوحيدة ستكون موجودة في بيانات الشركة التقنية الأميركية ذات الصلة.