هل ترغب بالتعرف على فتاة سعودية؟ هل ترغب في إقامة علاقة مع فتيات سعوديات؟ أسئلة سمجة ومخجلة تعرضها بدون استحياء الكثير من مواقع التعارف وغرف المحادثات كإعلانات يتبناها ويعرضها الكثير من المواقع العربية على الشبكة المعلوماتية، بل وبعد عرض هذا السؤال وبعد افتراض الإجابة بنعم يأمر الإعلان بالتوجه إلى هذا الموقع أو ذاك للاتصال بالفتيات السعوديات، ولا أعلم ما الذي يجعل من الفتاة السعودية هدفا لهذه الإعلانات الملوثة بشكل أكبر بكثير من غيرها، وما الأمر المدهش الذي يتحقق من التعرف على فتاة سعودية ولا يتحقق من التعرف على فتاة من جنسية أخرى. هل هو الثراء المزعوم والرفاهية التي يُعتقد أن صاحبتها لا هم لها إلا التسكع في مثل هذه المواقع تستعرض غباءها وسذاجتها وبالتالي ستكون صيدا سهلا لمرتاديها؟ أم هو الغموض والانغلاق المتوهم كذلك في الفتاة السعودية والذي يجعل منها مجهولا يرغب الآخر في سبر أغواره واكتشافه؟ ولماذا تستخدم كمادة جاذبة لمثل هذه الإعلانات؟ أم أنها الضحية السجينة (من وجهة نظر المعلنين) التي ستتعلق بالحبال الذائبة في غرف المحادثات المشبوهة لتنقطع بها وتهوي في السافلين؟ أسئلة محيرة لا أملك الإجابة عنها. لكن الأمر الذي أعرفه جيدا أن بناتنا في المرحلة المتوسطة بل والابتدائية كذلك بدأن في ارتياد مواقع التواصل والمحادثات دون علم الأهل أو رقابتهم، تسمع ذلك في أحاديثهن في الطابور وعلى مقاعدهن الدراسية، هؤلاء الطفلات على ما أعتقد هن الشريحة التي يخشى عليها من أن تكون مادة لذلك الإعلان القذر حيث يتم وبسهولة التغرير بهؤلاء الفتيات واستدراجهن.. ولا يصحو الأهل بعد ذلك إلا على كارثة. وكم أتمنى ألا يترك الأطفال يتجولون في عالم الإنترنت دون رقيب فقد اختلط الحابل بالنابل والنافع بالضار ولا بد أن يكون الإنسان مميزا حتى لا يقع في الفخ، لذلك لم أستغرب ما روته لي إحداهن من أنها في أحد الأيام فاجأت ابنتها ذات العشرة أعوام وهي تستخدم جهاز والدتها (اللاب توب) وقد كانت تتأمل في إعلان بحجم الصفحة يحتوي الكثير من المناظر المبتذلة والإباحية فلما نهرت الأم ابنتها أخبرتها أن المعلمة طلبت منهن أن يبحثن عن قصة إبراهيم الخليل، أخذت الأم الجهاز وتصفحت، فكان هذا الإعلان بالفعل يرأس صفحة تابعة لأحد المواقع لهدف تجاري ربحي، وقد عرضت فيه قصة نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام. لذلك يجب تشديد الرقابة على بناتنا وأبنائنا حتى لا يُسرقون من أحضاننا إلى جهة مجهولة بواسطة جهاز صغير اشتريناه نحن بنقودنا.