صعدت الحكومة التركية من لهجتها حيال التطورات المتسارعة على الحدود السورية التركية وأعلنت مجددا تصميمها على التدخل في سورية إذا اقتضت الضرورة.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن المقاربة التركية في مواجهة الجماعات المتطرفة واضحة وستستمر إلى غاية القضاء عليها وبشتى الوسائل، مشيرا إلى أنه لا مبرر لأي نوع من الإرهاب ولا حوار مع الإرهابيين، وقال: "إذا تطلب الأمن التركي منفذا، فبالطبع سنتخذ كل الإجراءات داخل تركيا أو داخل سورية".
وأوضح أوغلو أنه "سيتم اتخاذ كل الإجراءات لرد هجمات المجموعات الإرهابية التي تستهدفنا في تركيا أو داخل سورية"، مضيفا أن طائرات إضافية من دون طيار ستنشر في منطقة كلِّس لصد أي اعتداءات جديدة.
يشار إلى وجود اتفاق تركي أميركي لنشر بطاريات صواريخ من طراز هاريمارس على مدى 95 كيلومترا، وهي قادرة على الوصول إلى المواقع التي تقوم بقصف تركيا من داخل سورية.
وذكر النائب في حزب العدالة والتنمية، خالص دالجيتش، إلى أن تركيا ودولا عربية كانت ولا تزال مستعدة للتدخل عسكريا في سورية منذ بداية الأزمة ولكن الولايات المتحدة تضع كل ثقلها لمنع ذلك.
وحول احتمالية دخول قوات برية تركية إلى سورية، قال دالجيتش إن هذا الأمر غير مخطط له الآن، مؤكدا أن بلاده مستعدة لخوض الحرب البرية في أية لحظة لمحاربة تنظيم داعش.
يذكر أن تركيا كانت دائما داعمة لفكرة الإطاحة بالأسد، لكنها رفضت التدخل بشكل أكبر من دون وجود حلف مع دولة عربية كبيرة.
تهدئة باللاذقية ودمشق
نقلت وكالة "تاس" الروسية، عن مصدر دبلوماسي لم تسمه، أن موسكو وواشنطن اتفقتا على ما أسماه "نظام الصمت"، أي بمعنى هدنة تقضي بوقف إطلاق النار في ريفي اللاذقية والعاصمة دمشق، اعتبارا من فجر اليوم.
من ناحيته، أفاد بيان لنظام بشار الأسد، بأن "تطبيق نظام الصمت سيكون لمدة 24 ساعة في دمشق و72 ساعة في اللاذقية".
وكان متحدث باسم الكرملين قد صرّح بأن بلاده مستعدة لإجراء كل الاتصالات اللازمة بشأن الأزمة السورية خاصة مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، عن مسؤول عسكري كبير أمس قوله إن "نظام التهدئة" الذي اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تنفيذه في عدة أجزاء من سورية يحظر الأنشطة العسكرية واستخدام أي نوع من الأسلحة.
وأوضح المسؤول عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، الجنرال سيرجي كورإلينكو، أنه لا يرى احتمالا لانزلاق الوضع مرة أخرى إلى صراع عسكري شامل.
يأتي ذلك وسط مواصلة النظام خرقه للهدنة التي تم الاتفاق عليها بين واشنطن وموسكو، في 27 فبراير الماضي، حيث استمرت مقاتلات الأسد في قصفها للمدن السورية أول من أمس، بينما شهدت مدينة حلب تكثيفا للهجمات مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
تغطية جرائم الأسد
قال مراقبون إن المتتبع لمسار حالات التهدئة والهدنة المعلنة منذ بداية الحرب السورية يلاحظ أن روسيا لا ترمي بثقلها من أجل إيجاد حل للقضية أو محاولة إنهائها، وإنما للتغطية على فوضى الأسد، مشيرين إلى أنه عندما تجاوز الأسد الخطوط الحمراء باستخدام الأسلحة الكيميائية سارعت روسيا لعقد صفقة تنقذ الأسد بتسليمه ترسانة بلاده من السلاح الكيميائي.
وأضاف المراقبون أنه بعد أن استهدفت قوات الأسد المستشفيات والمدارس بغطاء جوي روسي، سارعت موسكو للوقوف بقوة تجاه إعلان هدنة طويلة قبل أن يخرقها النظام بدعم من روسيا، مشيرين إلى أنه بعد مجزرة حلب سارعت روسيا أيضا بدعم إعلان هدنة جديدة لتغطية جرائم بشار وإلهاء العالم عن المجزرة.
اتفاق هش
حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، من أن انهيار وقف إطلاق النار في سورية سيؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب في هذا البلد. وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار الهش إلى جانب توقف محادثات السلام بجنيف، قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع في سورية، وقال "كان وقف الأعمال القتالية ومحادثات السلام أفضل سبيل وإذا تم التخلي عنهما الآن فأخشى مجرد التفكير في مدى الرعب الذي سنشهده في سورية"، داعيا كل الأطراف إلى التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة.
كما ندد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، بالقصف الذي تعرضت له مستشفيات ومنشآت صحية في سورية، وقال في كلمة له أمام مجلس الأمن، إن على جميع الأطراف المحلية والدولية العمل على استمرار تثبيت وقف الأعمال القتالية في سورية.