أعلنت دول اتحاد المغرب العربي خلال الجلسة الأخيرة في الدورة السادسة لاجتماعها الذي انعقد أول من أمس، بالعاصمة تونس، تكاتفا مغاربيا لمواجهة ظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. ووقع وزراء داخلية دول الاتحاد محضرا لدراسة ومناقشة الوضع الأمني في دول المنطقة وجوارها الإقليمي، كما استعرضوا التجارب الوطنية في مجال مجابهة التحديات الأمنية وبحث سبل تعزيز التعاون في هذا المجال. كما وقَّع الوزراء بنود استعراض نتائج الاجتماع الثاني للجنة المتابعة في مجال الأمن واجتماعات فرق العمل التابعة لها، إلى جانب بحث سبل تفعيل عملها، وجدولة اجتماعات لجنة المتابعة في مجال الأمن وفرق العمل الأربعة العاملة في نطاق المجلس. وتناول المجتمعون مسائل أمنية تهدد بلدانهم، وصفوها بالحساسة، وسبل تبادل المعلومات حول ظاهرة التطرف، ودعم التعاون في تكوين الأمنيين في مقاومة الإرهاب.
التعاون المشترك
هدف اجتماع وزراء الداخلية إلى دراسة الوضع الأمني في الدول المغاربية وجوارها الإقليمي، خاصة في ظل التهديدات الأمنية الناجمة عن الإرهاب والاتجار بالأسلحة والجريمة المنظمة، والجرائم الإلكترونية والهجرة غير الشرعية، والاتجار بالمخدرات، وتحديد السبل الكفيلة بالتصدي لكل هذه الظواهر. وأكد وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب، أن الاجتماع يأتي في ظرف أمني حساس تعيشه المنطقة المغاربية وجوارها الإقليمي، مشيرا إلى أنه ترتبت على ذلك العديد من المخاطر، وعلى رأسها الإرهاب الذي أصبح يهدد أمن واستقرار البلدان.
وأوضح مجدوب خلال كلمة ألقاها في الجلسة، أن الاجتماع الحالي يؤكد على مضمون المادتين الـ14 والـ15 من معاهدة مراكش لعام 1989، اللتين نصتا على أن أي انتهاك تتعرض له دولة من الدول الأعضاء يعتبر اعتداء على الدول الأخرى.
وعن الوضع الأمني، قال إن بلاده تواجه كغيرها من بعض بلدان المنطقة العربية، مخاطر غير مسبوقة، تهدد أمنها القومي وتستهدف استقرارها السياسي ومؤسساتها ومكاسبها الاقتصادية والثقافية وغيرها، مشيرا إلى أن ظاهرة الإرهاب وانتشار التطرف الديني تزداد تناميا وانتشارا وخطورة على المستوى المغاربي وفي الجوار الإفريقي القريب.
الملف الليبي
فرض الوضع الأمني في ليبيا نفسه على الاجتماع، حيث ناقش وزراء الداخلية سبل دعم حكومة الوفاق الوطني في مكافحة ظاهرة الإرهاب، خاصة مع انتشار السلاح والجماعات المسلحة في البلاد. وتطرق الاجتماع أيضا إلى الهجرة غير الشرعية التي تعصف بأرواح البشر، هربا من الانفلات الأمني الخطير والوضع الاجتماعي المتردي، كما بحث المجتمعون سبل التصدي للإرهاب عبر تدعيم مجالات التنسيق الأمني والمعلوماتي والتدريب المشترك.
وكانت الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة لمجلس وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي، انطلقت أول من أمس، بمشاركة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، عبدالسلام كاجمان، والمرشح لمنصب وزير الداخلية، العارف صالح الخوجة، ومن الجزائر وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، ومن المغرب الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشّرقي الضريس، كما شارك من موريتانيا وزير الداخلية واللامركزية أحمدو ولد عبدالله، إلى جانب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى.