في إطار المساعي الفارسية لاختطاف عدد من البلدان العربية والإسلامية، زعم مستشار الحكومة الإيرانية حول شؤون الحرس الثوري "باسداران"، علي يونسي، أن العراق وحزب الله في لبنان وإيران وأذربيجان وأفغانستان، جزء من إيران.

وكان يونسي أدلى في 13 مارس 2015 بتصريحات مماثلة، حين أشار إلى أن بغداد هي عاصمة الدولة الصفوية، مما أثار زوبعة بين مختلف التيارات الدينية والطائفية في العراق.

وأصدرت وزارة الخارجية العراقية حينئذ بيانا دانت فيه التصريحات، واصفة إياها بأنها "غير مسؤولة" كما انتقدته أيضا مختلف الأعراق والأقليات العراقية؛ مما جعل يونسي يسحب تصريحاته ويقدم اعتذاره.



نفوذ متزايد

تعكس تصريحات يونسي النفوذ الإيراني المتزايد في العراق، وبخاصة بعد تشكيل ميليشيات مدعومة من إيران تحارب داعش في الموصل والرمادي وبإشراف من رئيس باسداران.

يأتي ذلك في وقت يركز الإعلام الإيراني على قيادة رئيس فيلق القدس، قاسم سليماني، وهو يقود الحشد الشعبي في القتال بالعراق، كما رصدت وسائل إعلامية مشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني في قتال العراقيين في عملية سموها "عملية تكريت".

يذكر أن يونسي، وهو حليف مقرب من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ظهر بعد الثورة الإيرانية عام 1979 مباشرة وتسلم منصب "رئيس المحكمة الثورية" ثم ترأس أيضا "حرس الثورة".

وخلال حكم محمد خاتمي، عُين بمنصب رئيس المخابرات وعضو مجلس الأمن القومي الإيراني، وهو يشغل حاليا منصب مستشار الرئيس حسن روحاني للشؤون السياسية والأمنية منذ 22 أغسطس عام 2013م.



هيمنة المرشد

رغم أن بعض الدوائر السياسية حاولت إظهار فوز حسن روحاني في الانتخابات التشريعية الأخيرة على أنه انقلاب على السياسة الخارجية، لكن الواقع يشير إلى أنها ما زالت تحت تأثير ما يسمى بـ"الدولة العميقة" التي يديرها دون منازع المرشد على خامنئي وقوات حرس الثورة باسيج وكبار ملالي إيران في قم، وسط تأكيدات بأن خامنئي ما زال يهيمن على الملفين الأمني والسياسة الخارجية لطهران. في المقابل، اختلف خطاب روحاني السياسي عن سلفه أحمدي نجاد الذي كان يدلي بتصريحات نارية بشأن إبادة إسرائيل، بينما حرص على توازن سياسته ما بين المحافظين والإصلاحيين.

ويتقرب روحاني من جيل الشباب الذي صوت له بنسبة كبيرة أدت إلى إنزال هزيمة نكراء بالمحافظين الذين لم يتمكنوا من الفوز حتى بمقعد واحد في قائمة طهران المكونة من 30 عضوا.

وأما لجوء الرئيس الإيراني إلى يونسي لحل الخلافات مع قوات الباسيج، فاعتبرها محللون مؤشرا على ضعف روحاني وهيمنة الدولة العميقة عليه.