هذه القصة أنقلها لكم كما سمعتها من صاحبها، مع بعض البهارات من عندي:
في نهاية التسعينات الميلادية ذهبنا مجموعة شباب من الرياض قاصدين جدة ومكة. كان هدف الرحلة السياحة وأداء عمرة.
وبعد قضاء يومين في مدينة جدة، اقترح أحد الشباب أن نزور أصدقاء له في جدة فرحبنا بالفكرة. كانت بالنسبة لي المرة الأولى التي أقابل فيها حجازيين على الطبيعة، فكل حياتي قضيتها في الرياض وما جاورها.
دخلنا المنزل وصُعقت بأول مشهد رأيته. مجموعة من الأصدقاء يلعبون "بلوت" وعندهم شيشة داخل المنزل!
في الرياض، المقاهي غالبا في الطرق السريعة، وندخلها ونحن "متلطمين" حتى لا يعرفنا أحد، و"هذولا جايبين شيشة داخل البيت!".
في البداية، توقعت أنهم عزوبية، رغم أن المنزل كبير وواضح أنه منزل عائلة. جلسنا، ورحبوا بنا بكل لطف، ولعبنا "بلوت"، وجاءت الصدمة الثانية، فقوانينهم لـ"البلوت" مثلنا تماما، وليس كما قال لي أحد أصدقائي، إن "الشايب أكبر من العشرة" في الحجاز!
أكملنا اللعب، ثم سمعنا صوت الباب، فقال الشاب صاحب المنزل: "أبويا جاء" وقتها كنت مستعدا للانطلاق والهرب، وفي اللحظة نفسها توقعت أن يخفوا "الشيشة" كأول ردة فعل! لكن فوجئت أن الجميع هادئون!
دخل الأب، وأنا أنتفض من الخوف، وأول جملة قالها: "جيب راس جديد يا عادل"!
هدأت وعرفت أن "البساط أحمدي"، ثم بدأنا بـ"السواليف" فقال أحدهم قصة حدثت له بدأها بقوله: "وحدة مرة" واستمر في سرد القصة، وأنا أنتظر أن تأتي هذه "الوحدة"، كنت أعتقد أنه يقصد امرأة. وانتهت القصة ولم تأت هذه الوحدة!
وعندما خرجنا سألت صديقي الذي يعرفهم ما سر هذه "الوحدة" التي لم تأت في قصته أبدا؟ فأخذ يضحك وقال "وحدة مرة" عندهم مثل "مرة من المرات عندنا".