ملايين البشر مروا من هنا. إما جاؤوا للعمرة والحج، أو للعمل ومساعدتنا في البناء، وأفنوا زهرة شبابهم في بلادنا. غادرونا ولم يحملوا معهم شيئا سوى ذكرياتهم، أو محافظهم المليئة بالنقود.

ليس لدي إحصاء دقيق بعدد الوافدين الذين استقروا في بلادنا فترة من الزمن، وغادروها خلال الثلاثين سنة الماضية. لكنني أعلم يقينا حجم الفرص العظيمة التي تهيأت لنا في بلادنا للتأثير في هؤلاء، ولم نُحسن استغلالها، أو قل: لم نُجد استغلالها.

أمامي فرصة ضائعة واحدة، لكنها الأثمن. أعرضها على معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الفاضل صالح آل الشيخ، لعل الاقتراح يجد اهتمامه.

وأعني بالفرصة الضائعة خطبة الجمعة. لك أن تتأمل: ملايين البشر من المسلمين حضروا إلى بلادنا، واستمعوا لخطب الجمع، وخرجوا وهم لا يعلمون شيئا مما قاله الخطيب. يملؤون الجوامع، ويتزاحمون وسطها، لكن دون جدوى تُذكر!

رجل بهندام حسن. يصعد على المنبر. لا يعلم الوافد شيئا مما يقول. لغة غير مفهومة. تماما كأنك تستمع لخطبة في أحد الجوامع الهندية أو الباكستانية!

ولا أظن معالي الشيخ، أننا عاجزون عن ترجمة ما يقول الإمام للمأمومين على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم. الحلول كثيرة. طرحت الأمر للنقاش، فوردت لي اقتراحات كثيرة. كأن يتم وضع شاشات ترجمة فورية للخطبة في الجوامع الكبرى كمرحلة أولى.

ومن الاقتراحات توفير سماعات في أعمدة الجوامع يستخدمها من يريد ترجمة الخطبة، تماما كالطريقة المتبعة في المؤتمرات الكبرى، ومنها كذلك طباعة الخطبة وتوزيعها على الوافدين بعد الصلاة.

ما زال أمامنا متسع كبير من الوقت، وبالإرادة والهمّة لن تكون هذه الاقتراحات عصية على التطبيق، لو أرادت وزارة الشؤون الإسلامية ذلك.