حيثما تلتفت سترى مهرجاناً لتكريم الفنانين والفنانات، الصاعدين منهم والمخضرمين، تقديراً لأعمالهم الفنية سواء كانت للسينما أو للتلفزيون أو للغناء، وستسمع بجائزة أفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل ممثل صاعد، وممثلة صاعدة، وأفضل مطرب، وأفضل مطربة، وأفضل مطرب صاعد، ومطربة صاعدة، وأفضل أغنية وأفضل لحن.. والكثير من أفعل التفضيل، وستشاهد لجنة التحكيم في صورة جماعية على المسرح، والتي بالتأكيد لم يكن أعضاؤها سوى ممثلين أو منتجين..!

لو تابعت الأخبار الفنية خلال أيام معدودة لمللت من كثرة التكريم والتفضيل.. فمرة في قطر ومرة في الإمارات وبعدها في الأردن ثم المغرب ودائماً في مصر وسوريا ولبنان، الكل يريد أن يكرمهم وله الحق وبالتأكيد بعضهم يستحق التكريم، بينما بعضهم لا يستحق شيئاً إلا أن اسمه "الفني" سيجلب له الحظ.

حين ترى تكريماً لعملٍ فنيٍ مميز ستصفق من خلف التلفزيون، وكذلك حين ترى تكريماً لممثلٍ قدم دوراً رائعاً سواءً كان ذكراً أم أنثى صاعداً أم مخضرماً.. كنت أستمع قبل أيام لحوار مع المخرج السعودي عامر الحمود على إذاعة الرياض، فسمعته يذكر للمذيع الرائع صاحب الصوت المميز خالد الشهوان أن مسلسل "صياحه صياحه" نال جوائز، فخجلت ألا يجد مخرج بهذا الحجم سوى هذا العمل ليفخر به!

وقبل أيام كُرمت الفنانة البحرينية مريم حسين رغم أنها لم تقدم سوى ثلاثة أعمال، فانهالت عليها الصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات لتجري معها لقاءات فنية تقيم من خلالها الدراما الخليجية والعربية، وتقافز المنتجون للظفر بتوقيع عقد احتكار مع الفنانة الجميلة الصاعدة.

أخيراً.. لا أظن أحداً يشك أننا نقلد الغرب في التكريم، إلا أننا "زودناها" فتكاثرت مهرجاناتنا حول الأفضل فقط.. وليتنا نقلدهم في كل الجوائز التي منها: أسوأ ممثل، وأسوأ ممثلة، وأسوأ عمل... لنكون صادقين فنعطي كل ذي حقٍ حقه..!