فيما واصلت قوات بشار الأسد خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، بشن غارات جوية على حلب أمس، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، دخلت المرحلة الثانية من مفاوضات جنيف 3 منعطفا جديدا بإصرار المعارضة على الانسحاب من المباحثات ومغادرتها جنيف، وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، سالم المسلط، إنه لم تكن هناك جدية من الطرف الآخر "النظام"، وكان قرار الهيئة بالإجماع أن تؤجل هذه المفاوضات، ريثما نرى تغيرا على الأرض في الأمور الإنسانية".

وأضاف المسلط، في مؤتمر صحفي عقده أمام مقر إقامة الوفد بجنيف، إنه "لا يمكن أن نستمر بمفاوضات يماطل فيها النظام، ويمنع دخول المساعدات للمحتاجين".




المساعدات الإنسانية

أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا ، أن المفاوضات السورية ستستأنف الأسبوع المقبل، رغم قرار المعارضة السورية الرئيسية المغادرة مبكراً. وقال دي ميستورا في تصريحات إعلامية إن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ5 سنوات. مضيفا أنه "لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار... يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية".في الأثناء، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، قرار الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة السورية بالانسحاب من محادثات السلام في جنيف، عادا بأن هذا القرار يمثل خسارة للمعارضة، فيما قال دبلوماسي غربي إن "المعارضة شعرت بأنها غير قادرة على البقاء لمدة أطول في ظل استمرار الهجمات من النظام على المدنيين السوريين واستمرار الحصار وأساليب التجويع وهو أمر يمكن تفهمه، من يدعمون النظام يحتاجون لكبح جماحهم". ومن جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها قلقة من تقارير تفيد بقيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري إلى سورية لدعم الأسد في وقت تداعت فيه الهدنة وأصبحت محادثات السلام على شفا الانهيار.




وقف القتال

بيّن المسلط أن قرار الهيئة واضح حتى رؤية شيء واضح، واللجان المعنية بالأمور التقنية، معنية بتطبيق البنود الإنسانية في القرار 2254 "الخاص بوقف القتال، والسماح بالوصول الإنساني للمحاصرين"، وبالمعتقلين، والمناطق المحاصرة، وخروقات الهدنة، وهناك عدد كافي في جنيف (من المعارضة) والبعض غادر لمتابعة هذه الأمور، واللجان تعمل باجتماعاتها لمتابعة الأمر. وعن الشروط الواجب توافرها لتعود المعارضة إلى المفاوضات مجددا، قال المسلط "الشروط الحقيقية، هي وجود تغير فعلي على الأرض، في الملفات الإنسانية، والهدنة، والخروقات، والمجازر التي ترتكب من النظام ولم تحظَ بإدانة، وموضوع المعتقلين مهم أيضا، فلدينا رغبة في رؤيتهم خارج المعتقلات بما فيهم النساء والأطفال، نريد أن نرى الطعام يدخل للأطفال، وهذا ما يدفعنا للحل السياسي". وشدد على "ضرورة ممارسة روسيا مزيدا من الضغوط بشكل جاد على النظام، كونها شريكا راعيا للسلام، ليكون جادا في العملية السياسية، والوقت الرسمي للمفاوضات هو 27 من الشهر الجاري، ونريد رؤية شي على الأرض، إن كان النظام حريصا على الشعب السوري".