أكد وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، وقوف بلاده إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي في مساعيها لمواجهة أذرع إيران في المنطقة، ومن بينها تنظيم حزب الله الإرهابي.
وقال كارتر خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في الرياض، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، للكشف عن مجريات مباحثاته مع نظرائه وزراء الدفاع الخليجيين، أن بلاده ملتزمة بأمن شركائها في الخليج، كما ناقشوا مواجهة تنظيم داعش، وأنشطة إيران، التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وربط كارتر إيران بحزب الله مرات عدة خلال المؤتمر الصحفي، وقال إن الولايات المتحدة تبقي العقوبات فيما يتعلق بالإرهاب والصواريخ الباليستية ضمن الاتفاق النووي الإيراني، وهاتان لا تزالان في مكانهما، مبينا أن مساعدة إيران لحزب الله مثال للأنشطة التي تقوم بها في المنطقة.
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أنه تحدث مع نظرائه الخليجيين عن الخطوات العسكرية الممكن أن تتخذ في مواجهة الإرهاب والأنشطة الإيرانية، مشددا على أهمية الأمن البحري لمواجهة تهريب الأسلحة، وذلك إلى جانب الخطوات السياسية والاقتصادية التي تقوم بها دول المجلس وواشنطن.
وأضاف أن اجتماعه بنظرائه الخليجيين ركز على ثلاثة مبادئ أساسية بالإضافة إلى غيرها من المبادئ التي سيتم التطرق لها في اجتماعات لاحقة، وتمثلت تلك المبادئ في "هزيمة تنظيم داعش، ومواجهة إيران وأنشطتها التي تؤدي لزعزعة الاستقرار، كذلك الالتزام بأمن الشركاء في دول الخليج"، لافتًا إلى أن بلاده تعمل مع دول الخليج على تطوير خطط للدفاع ضد التهديدات الباليستية.
الاتفاق النووي
قال كارتر "نتشارك مع الخليجيين بأن الاتفاق النووي الذي حرم طهران من التسلح النووي، سيؤدي للعمل على الاستقرار وهو لا يفرض أي قيود على الولايات المتحدة، فما تقوم وزارة الدفاع لم يتغير بما في ذلك عملية التخطيط والشراكة للجيش الأميركي في مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، خاصة لدى حلفائنا في الخليج، مشيرا إلى أنه تم مناقشة التهديدات غير التقليدية، كذلك القوات الخاصة والأمن البحري والتهديدات الباليستية والتمارين المشتركة في إطار الجاهزية العسكرية.
وفيما يتعلق بالوضع العراقي أكد وزير الدفاع الأميركي أن العراق بحاجة للدعم الاقتصادي والسياسي، مشيرا إلى أن دول الخليج تسهم الآن وتقدم مساهمات في ذلك، داعيا الجميع لبذل المزيد لهزيمة داعش، وقال "نشجع العلاقة بين بغداد والرياض وأن يكون هناك نهج غير طائفي تتبناه حكومة العبادي وقد ناقشته في الأمر".
اعتراض حمولات الأسلحة
أوضح أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، خلال المؤتمر الصحفي، أن وزراء الدفاع ناقشوا خلال اجتماعهم مكافحة الأنشطة البحرية الإيرانية من خلال تسيير الدوريات المشتركة لاعتراض حمولات الأسلحة الإيرانية الموجهة لليمن أو لغيره من مناطق الصراع.
وقال إنه تم التوافق على عدد من التوصيات والمتطلبات التي سيتم رفعها للقمة الخليجية، كما بحث الوزراء تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وما تشهده من صراعات وحروب وانعكاساتها على سلامة المنطقة، بالإضافة إلى الجهود الدولية المبذولة لمكافحة داعش.
ووفقا لتصريحات الزياني فقد عبر وزراء الدفاع عن قلقهم من استمرار إيران في زعزعة الأمن والاستقرار والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية، فيما أكد أشتون على الوقوف مع دول المجلس ضد تلك الممارسات، كما اتفق الوزراء على عدد من الخطوات التي من شأنها تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين.
الدعم والتدريب
وأفصح الزياني أن الاجتماع ناقش التعاون في مجال القوات الخاصة، والتمارين المشتركة على المستوى الثنائي لكل دولة من دول المجلس أو عبر دول المجلس مجتمعة، على أن تتولى الولايات المتحدة توفير الكفاءات التدريبية اللازمة لذلك، بالإضافة إلى التعاون في مجال الدفاع الجوي الصاروخي، عبر مساهمة أميركا في بناء قدرات دول المجلس للتصدي لهذه التهديدات.
وفي السياق ذاته، أوضح الزياني أن دول الخليج تخطط وتعد لما بعد داعش، كما أن دول المجلس تطلب من الحكومة العراقية أن تلتزم، وأن يكون هناك حكومة شاملة، والتغلب على حالة الفوضى الجارية في الأراضي العراقية، وتهيئة البيئة الخصبة، ليكون هناك دعم ممنهج يتم ترتيبه وتقديمه.