أكدت المملكة التزامها بكل الاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات، مشددة على اهتمامها البالغ بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا الخصوص. جاء ذلك في كلمة المملكة، أول من أمس، أمام الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة مشكلة المخدرات العالمية التي ألقاها المدير العام لمكافحة المخدرات رئيس الوفد السعودي، اللواء أحمد بن سعدي الزهراني.
تحصين المجتمعات
قال اللواء الزهراني: "بداية نؤكد التزام المملكة بكل الاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات ونتمنى لهذه الدورة الاستثنائية كل النجاح، وأن تسهم الوثيقة المتفق عليها في الحد من مشكلة المخدرات". ورأى أن مشكلة المخدرات ما تزال هاجسا يؤرق العالم أجمع وتستدعي من الجميع مسؤولية مضاعفة الجهد لمواجهتها وبذل قصارى الجهود من المعنيين بمكافحة المخدرات لتحصين المجتمعات وحمايتها من هذه المعضلة من خلال زيادة تفعيل آليات التعاون والتنسيق المشترك فيما بين الدول.
مخاطر المخدرات
أوضح الزهراني أن المتغيرات التي لحقت بمشكلة المخدرات والتقدم في أسلوب مكافحتها دوليا خلال الأعوام الماضية أشارت إلى تزايد قلق المجتمعات إزاء تعاظم المخاطر والانعكاسات السلبية للمشكلة، ما يشير إلى تحول منهجي يتجه نحو حتمية المزيد من العمل الجماعي الرامي إلى التغلب على المشكلة بتقليل عرض المخدرات والطلب غير المشروع عليها إلى أقصى درجة ممكنة.
تعزيز التعاون
قال: "إنه انطلاقا من إيماننا الراسخ بأن مشكلة المخدرات ومخاطرها عالمية وانعكاساتها على المجتمعات والأفراد يستدعي تعزيز التعاون الدولي القائم على تحجيمها، ومن الأهمية السعي إلى حل مشكلة المخدرات عالميا وفق الاتفاقيات الدولية وبما يتناسب مع التشريعات الوطنية لكل دولة دون التدخل فيها".
وأفاد أنه فيما يختص بالتعاون على المستوى الإقليمي والدولي وماله من أهمية بالغة في الحد من عمليات تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، فقد اهتمت المملكة بهذا الجانب اهتمام بالغا من خلال تعزيز التعاون مع الأجهزة المعنية في تبادل المعلومات وتنفيذ عمليات مشتركة للحد من عمليات الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية تفعيلا لمبادئ التعاون الدولي. وقال: "إذ نؤكد على أهمية تعاون الدول كافة تعاون صادق وبناء في هذا الجانب لضمان نجاح الحد من عمليات الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات".
العلاج والرعاية
أضاف "لقد اهتمت المملكة بتقديم العلاج اللازم لمدمني المخدرات والرعاية اللاحقة لهم بصفتهم أشخاص مرضى دون تعرضهم للمحاكمة ويستحقون العلاج والرعاية الضرورية ليصبحوا فاعلين في المجتمع، ولذلك تم إنشاء 10 مستشفيات متخصصة لعلاج المدمنين والصحة النفسية ومركز للتأهيل، كما أن القطاع الخاص له إسهامات وطنية للوقاية من المخدرات وتحت مظلته 8 برامج وقائية تستهدف حماية المجتمع بكل شرائحه". واختتم الزهراني فيما يتعلق بجرائم غسل الأموال بالقول: "سنّت المملكة نظام مكافحة غسل الأموال في عام 2003 الذي يجرم غسل الأموال المتأتية من تجارة المخدرات وبكل الأشكال، كما أن المملكة تدرك أهمية الرقابة على الكيماويات لضمان عدم إساءة استخدامها في الصناعات غير المشروعة، وتعمل بكل جد لتطوير نظام وإجراءات استيراد وتصدير وإنتاج وتداول المواد الكيميائية كافة بما فيها السلائف الكيميائية".