ما زال البحث السنوي عن حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة يكشف للمتابعين والدارسين عن قضية النشر في الأندية الأدبية، خلال دراسته الببليوجرافية والتحليل الببلومتري، وعن هذه المهمة الصعبة التي ما تزال شائكة ومتعثرة، إذ إن اضطرابها ما زال واضحا، ولم يقم بواجبها إلا بعض الأندية، وهذا الواقع منذ سنوات، والجدول المرافق يوضح ذلك لعقد من الزمان.
1 - يبين لنا هذا الجدول لهذا العام 1436/ 2015، أن هناك تنافسا في حركة النشر الأدبي بين عدد من الأندية الأدبية، وسأرتب هذا التنافس بحسب الأولوية لهذا العام: أبها وجدة في المرتبة الأولى، والباحة في الثانية، والرياض في الثالثة، ونجران في الرابعة، وجازان ومكة المكرمة في الخامسة.
2 – نلاحظ من المجموع العام لإصدارات الأندية الأدبية خلال السنوات العشر الماضية، أن الأندية المتفاعلة مع حركة النشر للكتاب الأدبي السعودي، هي: الرياض: 112 كتابا، الباحة 109 كتب، الدمام 75 كتابا، حائل 58 كتابا، أبها 55 كتابا، جازان 53 كتابا، الطائف 46 كتابا، جدة 41 كتابا، أما الأندية الأخرى فإنها لم تول النشر للكتاب الأدبي أهمية تذكر، لهذا ما زالت تسير ببطء وسكون، إلا إذا تفاعلت مجالس الأندية الحالية مع هذه الحركة الأدبية السريعة!
3 – النشر للكتاب الأدبي من صلب عمل هذا الأندية الأدبية، فيأتيك السؤال: أين بقية الأندية عن ممارسة هذا الفعل الأهم من نشر الدوريات والكتب الثقافية الأخرى؟ ما موقف هذه الأندية حينما تنافس جهات أخرى في نشر كتب ثقافية يمكن القيام بها من تلك المؤسسات والإدارات؟
4 - ما زال بعض الأندية الأدبية يمارس النشر لكتب بعيدة تماما عن تخصصها، على الرغم من الحاجة القوية للإصدار الأدبي، ومن هذه الأندية الأدبية بالذات.
5 - ما زال نادي الحدود الشمالية غائبا عن حركة النشر الأدبي؛ وفي المقابل توأمه نادي نجران الأدبي نجده عاد إلى الحراك مرة أخرى ليصدر تسعة كتب، بعد أن تراجع في العام الماضي ولم يصدر إلا أربعة كتب فقط.
6 - إلا أن المثير للحزن من هذه الأندية الأدبية، هو استمرار تراجع وتوقف بعض الأندية الأدبية عن هذه الحركة، مثل نادي القصيم الأدبي الذي لم يصدر هذا العام إلا كتابا أدبيا واحدا وتوقف عند إصداراته السابقة، ونادي الجوف الأدبي لم يصدر إلا كتابين؛ أما نادي الحدود الشمالية الأدبي فقد تحرك بعض الشيء وأصدر ثلاثة كتب، أما نادي تبوك الأدبي فإنه لم يُصدر شيئا!
خالد أحمد اليوسف