أكدت موسكو عقد اجتماع لمجلس "روسيا - الناتو" على مستوى السفراء قريبا، مشيرة إلى أن اللقاء سيركز على الأزمة الأوكرانية والوضع في أفغانستان ومواجهة الإرهاب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا إن حلف شمال الأطلسي بادر إلى عقد اجتماع للمجلس، بعد قطيعة استمرت لعامين بسبب إقدام الناتو على وقف الحوار السياسي الشامل بين الطرفين، واتخاذه قرارا أحاديا بتجميد التعاون مع روسيا، وأشارت زاخاروفا إلى أن المجلس سيبحث موضوعا آخر ذا أولوية بالنسبة لروسيا، هو التهديدات الناجمة عن مواصلة الناتو "تكثيف غير مسبوق لأنشطته العسكرية، بما في ذلك في مناطق متاخمة لحدود روسيا".

وكان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، أعلن أخيرا أن مجلس "روسيا - الناتو" سيجتمع في بروكسل قريبا، بعد قطيعة دامت أكثر من عامين، وذلك لبحث النزاع في جنوب شرق أوكرانيا وبعض القضايا الأخرى.

وجاء هذا التصريح وسط توقعات بتقارب أكثر خلال الفترة المقبلة بين روسيا والحلف، بعد أن تدهورت علاقات الطرفين على خلفية النزاع الأوكراني.

وقال ستولتنبرج إن الاجتماع سيجري في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل على مستوى السفراء، وسيركز على الأزمة الأوكرانية وضرورة تطبيق اتفاقات مينسك حول تسوية النزاع الأوكراني من عام 2015 على أكمل وجه. وأوضح أن اللقاء سيتناول كذلك نشاطات الطرفين العسكرية مع التركيز على الشفافية وتقليص المخاطر، وتطورات الوضع في أفغانستان، بما في ذلك التهديدات الإرهابية في المنطقة.

وألمحت دوائر سياسية ودبلوماسية إلى أن توافق موسكو وواشنطن على بعض الخطوات إزاء سورية، أسفر عن حالة من المرونة في العلاقات، مما أدى إلى تخفيف حدة موقف الناتو من موسكو بشأن الأزمة الأوكرانية. وذهب مراقبون إلى أن التقارب بين روسيا والولايات المتحدة، ليس فقط في الملف السوري، بل في الملف الأوكراني أيضا. وهو ما يمكن أن يظهر خلال الفترة المقبلة في شكل زيارات ومباحثات بين الدولتين، وقرارات مهمة، سواء في جنيف حول سورية، أو في بروكسل حول أوكرانيا.

وبحسب ستولتنبرج فإن اللقاء المرتقب سيجري في إطار سياسة الحوار التي يمارسها الطرفان، وفقا لقرارات رؤساء الدول الأعضاء في الناتو ورؤساء حكوماتها. ومع ذلك شدد الأمين العام على أن العلاقات بين الناتو وموسكو لن تعود إلى طبيعتها "ما لم تعد روسيا إلى احترام القانون الدولي"، بحسب تعبيره.

ومنذ مطلع العام الجاري تحدث ستولتنبرج عن احتمال عقد اجتماع لمجلس "روسيا الناتو"، مشيرا إلى أن الحلف لم يغلق أبدا باب الحوار السياسي مع موسكو، على الرغم من تجميده أي تعاون عملي معها منذ ضمها شبه جزيرة القرم في مارس 2014.