أعلن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ستحد من تأثير خفض الدعم الحكومي على مواطنيها، وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبيرج، في حين أنه تم رفع أسعار البنزين والكهرباء دون التأثير على المواطن العادي، تم تطبيق تعرفة المياه الجديدة بطريقة «غير مرضية» وسيتم تصحيحها.
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن المساعدات المالية النقدية سوف تقلِّص الاستهلاك.
أعلن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة ستحد من تأثير خفض الدعم على مواطنيها بما أنها تعد أكبر مصدر للنفط في العالم يقوم بإصلاح اقتصاده لمرحلة ما بعد النفط.
وقال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبرج الخميس الماضي في مزرعة الملك سلمان الخاصة في الدرعية، بثت أمس، إن الحكومة تقوم بوضع آلية لتوفير النقد لذوي الدخل المحدود والمتوسط من السعوديين الذين يعتمدون على الدعم.
الضغط على الأثرياء
أضاف "نحن لا نريد تغيير حياة المواطن السعودي العادي، نحن نريد أن نمارس الضغط على الأثرياء الذين يستخدمون الموارد بشكل مكثف".
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن المساعدات النقدية (في حال تحرير أسعار السلع إلى الأسعار العالمية) قد تقلل من الاستهلاك.
وأضاف "دعونا نقول إن السعر العالمي للكهرباء هو 1000 ريال وتقوم بدفع 50 ريالا فقط، سنعطيك 1000 ريال وسنرفع أسعار الكهرباء. سيكون لديك خياران: إما أن تنفق 1000 ريال على فواتير الكهرباء كما اعتدت، أو يمكنك خفض استهلاك الكهرباء واستخدام المال في شيء آخر".
وذكر الأمير محمد، في حين أنه تم رفع أسعار البنزين والكهرباء دون التأثير على المواطن العادي، تم تطبيق تعرفة المياه الجديدة بطريقة "غير مرضية" وسيتم تصحيحها.
ما بعد النفط
قال الأمير محمد دون تقديم أية تفاصيل "بصراحة، ما حدث لم يكن متوافقا مع الخطة التي وافقنا عليها، نحن الآن نعمل بجد على إصلاحات داخل وزارة المياه حيث ستكون الأمور متوافقة مع الخطة المتفق عليها".
وقال الأمير محمد، "لدينا برامجنا الخاصة التي لا تحتاج لأسعار نفط مرتفعة". ومع ذلك، حققت عائدات النفط ما مقداره 73% من إيرادات الحكومة في عام 2015، في حين أن هبوط أسعار النفط تسبب بالضغط على ميزانية الحكومة، انخفض صافي الأصول الأجنبية لدى مؤسسة النقد بمقدار 115 مليار دولار، في حين تراجع مؤشر تداول العام الرئيس بنسبة 17%. وكان الأمير محمد بن سلمان قد أفصح عن قلقه إزاء السياسة المالية في المملكة قبل موجة الهبوط في أسعار النفط الخام. وقال: "أكثر ما كان يقلقني هو عندما ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، حيث بدأنا في زيادة إنفاقنا كما لو أن أسعار النفط ستظل فوق حاجز الـ100 دولار للبرميل"، مضيفا "لحظتها بدأتُ أشعر بالقلق، إذ لم يكن حريا بنا زيادة الإنفاق عندما صعدت الأسعار بل كان ينبغي بنا أن نستخدم تلك الأموال لتمويل البرامج المستقبلية".
التحول الوطني
يقود الأمير محمد بن سلمان، أكبر إعادة هيكلة اقتصادية من تأسيس المملكة، حيث قال الأمير إن هناك "رؤية" شاملة لإعداد المملكة لعصر ما بعد النفط وسيتم الإعلان عنها الإثنين المقبل 25 أبريل. وسيكون أحد العناصر هو برنامج التحول الوطني، الذي سيتم الإعلان عنه خلال شهر إلى 45 يوما من إعلان "الرؤية"، والذي يركز على سبل تعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وجذب المستثمرين وجعل الدوائر الحكومية أكثر خضوعا للمساءلة. وذكر أن خطة تحويل أرامكو السعودية من شركة للنفط لتكتل طاقة وصناعة، إضافة إلى أن مستقبل صندوق الاستثمارات العامة سيكون مدرجا أيضا.