علمت "الوطن" من مصدر قضائي أن المحكمة الجزائية في جدة نظرت في قضايا رجال متشبهين بالنساء، وكذلك قضايا شذوذ، وبلغ مجموعها 60 قضية خلال العام الماضي. كما أوضح المصدر أن هذه القضايا صدرت فيها أحكام تعزيرية بالسجن والجلد، بينما لم تصدر أحكام تقضي بالقصاص كحكم تعزيري على أي منهم.


3 فتيات متبرجات


حصلت "الوطن" على لائحة ادعاء ضد 3 شبان متهمين بالتشبه بالنساء وتم القبض عليهم في أحد المطاعم بجدة، وحسب لائحة الادعاء أن هيئة الأمر بالمعروف تلقت بلاغا حول وجود 3 فتيات متبرجات لا يرتدين عباءات ويرافقهن شابان في المطعم، وعندما توجه رجال الهيئة إلى الموقع، حاول المشتبه بهم الفرار، لكن تم القبض عليهم، ليكتشف بعد ذلك أنهم 3 شبان متشبهين بالنساء يرافقهم شابان. وأوضحت اللائحة أنه لوحظ على كل منهم إطالة الأظافر وتخريم الإذن ونفخ الشفايف وحلق شعر الوجه واليدين والرجلين، كما تبين أن أحد المتهمين سبق ونشرت له مقاطع عبر مواقع التواصل، ويشبه نفسه بفنانة عربية شهيرة. وحسب اللائحة أن هذا الشاب الذي يلقب نفسه باسم الفنانة، ادعى أنه يعاني من زيادة في الهرمونات الأنثوية وأحضر تقريرا طبيا يثبت ذلك، وقد تمت إحالة قضيته للمحكمة الجزائية التي بدورها حكمت على هذا الشاب بالسجن أربعة أشهر وجلده 100 جلدة، فيما لا يزال الآخرون ينتظرون صدور الأحكام ضدهم.







الحكم حسب الواقعة


تحدث عضو مجلس الشورى في لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية الدكتور عازب بن سعيد آل مسبل، حول هذه القضايا قائلا إن الحكم فيها يكون على حسب الواقعة وتفاصيلها، وأوضح أن الحكم يعود للقاضي وما يراه مناسبا، مشيرا إلى أن القضاة ينظرون في هذه القضايا من جانبين، الأول: النظر في تفاصيل القضية، والثاني: النظر في ما يناسبها من أحكام لا يصح فيها التخمين. وأضاف آل مسبل أن أغلب هذه القضايا تكون فيها الأحكام تعزيرية.

القاضي السابق نصر اليمني أكد أن القضاة لديهم وعي في التفريق بين حالات التشبه بالنساء التي ترد على المحاكم الجزائية، مشيرا إلى أن هناك حالتين في هذا الشأن الأولى نفسية ويتم إحالة الشخص إلى مستشفى الصحة النفسية لتلقي العلاج، والحالة الثانية ليست مرضية بل تعتبر "شذوذا". وأوضح أن الأحكام تتفاوت حسب الجرم، ففي حال كان المتهم مريضا نفسيا يحال للعلاج، أما في خلاف ذلك فتصدر أحكام تعزيرية تصل بعضها للقصاص حسب الواقعة والسوابق والممارسة والتنظيم.




850 عملية تصحيح جنس

يكشف استشاري جراحة الأطفال والتجميل بالمستشفى الجامعي بجدة الدكتور ياسر جمال أنه أجرى خلال مسيرته الطبية 850 عملية تصحيح جنس للذكور والإناث، وذلك خلال 32 عاما. وأوضح أن هناك نوعان من العمليات الأول هو تغيير الجنس لأي سبب كان لأنه مخالف للشريعة وفيه تغيير لخلق الله سبحانه، أما النوع الثاني فيطلق عليه اسم "تصحيح الجنس"، وهنا يكون الشخص مريضا باضطرابات معينة تستدعي التدخل الطبي لتصحيح جنسه، وهناك نوع آخر لا علاقة له بالعمليات، وهم فئة تصاب بمرض نفسي يدفعهم إلى فقدان هويتهم الجنسية فيعتقدون أنهم يميلون إلى كونهم من الجنس الآخر فيتشبهون به، وهؤلاء مرضى نفسيون يحتاجون للعلاج.


النشأة الاجتماعية


تحدث وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود والمختص بعلم الجريمة الدكتور حميد بن خليل الشايجي، قائلا إن التشبه بالنساء لدى بعض الشباب يعود لنشأتهم الاجتماعية والنفسية، وهناك عامل آخر وهو حدوث خلل في الهرمونات الذكورية والأنثوية من حيث ارتفاعها لدى البعض وانخفاضها.

وأضاف أن العامل النفسي مهم جدا في تحديد الخلل، قائلا إن له دورا من حيث إن البعض يفقدون القدرة على تحديد هويتهم، وهذا الأمر يؤثر على نمط تصرفات الإنسان وبالتالي قد يدفع أيا من الشبان أو الفتيات إلى الشذوذ أو التشبه، موضحا أن هناك حالات سلبية لا علاقة لها بالمرض إنما هي حالة نشأت على الشذوذ واستمرت في ممارسته.




مراحل مقاضاة الشواذ

1- عرضهم على الطب النفسي

2- تحديد المشكلة سواء كانت مرضا أم جناية

3- الحكم على حسب الواقعة وتقدير القاضي


أنواع الشذوذ


مرض خلقي يصاب به الشخص يحتاج لتدخل جراحي

مرض نفسي بحيث يتشبه الشخص بالجنس الآخر ويحتاج أيضا للعلاج

شذوذ سلبي بغية ارتكاب الفاحشة