العمل في المجال الاجتماعي يجعلك أكثر قربا وملامسة لمشكلات الناس وحاجاتهم، بل إن إنسانيتك تكبر ومشاعرك ترقى حد الوجع، لأن من يطلب المساعدة أو يحتاج إليها هو من طحنته الحياة، وقست عليه الظروف، فأصبح يرهف السمع لخطوات السائرين قرب الباب، عل أحدهم يتعثر في المسير فتجود اليد بما يقيم عثرات الطريق، ويمهد له المسير، وإن كان المجتمع لا يخلو من فاعلي الخير، إلا أن الدولة لم تغفل عن هذا الجانب، وخصصت وزارة متكاملة يقوم عملها الأساسي على تقديم العون والمساعدة المالية والعينية لمن يحتاج إليها من المواطنين، وذلك بحسب نوع الاحتياج ودرجته، فهناك احتياج بسبب المرض أو الإعاقة، وآخر لفقدان العائل بوفاة أو طلاق، إضافة إلى حالات أخرى تتفاوت في درجة الاستحقاق ونوع المساعدة، ووزارة الشؤون الاجتماعية هي من تقوم بخدمة هذه الفئة، وإن اختلفت الآراء حول ما تقدمه من خدمات إلا أنه لا أحد ينكر أن في هيكلتها الإدارية مسؤولين إنسانيتهم عالية، يبذلون جهدا مضاعفا في سبيل الوصول إلى المحتاج وتقديم العون له، بل إن شعارهم "نحن نصل إلى المستفيد قبل أن يصل إلينا".
والمواقف التي سجلت للوزير ماجد القصبي وضحت بجلاء مدى لطف هذه الشخصية، وتعاطفها مع الحالات التي استوقفته إما طلبا للعون أو للفت النظر، كما أن جهوده لتطوير آلية العمل وتوظيف التقنية الحديثة في ذلك الأمر أحدثت فارقا في سرعة الإنجاز والكشف عن المتحايلين على النظام، والذين اتضح أنهم أصحاب عقارات ودخل مالي مرتفع، وحقيقة واقعة أن التغيير الإيجابي واضح خلال الفترة التي تسلم فيها الحقيبة الوزارية للشؤون الاجتماعية.
وإذا كان الوزير بهذا القدر من الإنسانية، فوكيله لشؤون الضمان الاجتماعي محمد العقلا مذهل هو الآخر، لما يحمله من تعاطف ولين جانب تجاه المستفيدين في حقله الاجتماعي، وكيف يوجه ويتابع باحثي وباحثات الضمان في عملهم كمقدمي خدمة وعون لفئة جار عليها الزمن، وهذا الأمر ملموس ومشاهد من واقع العمل في هذا المجال، والرائع في سياسة التعامل مع الكوادر التي تعمل معه هو التشجيع والتحفيز، والتواصل الدائم معهم عن طريق الإيميل الموحد في الوكالة، فلك أن تصافح يوميا وخلال حسابك هذه الكلمات "بارك الله فيكم، فخور بكم، وفقكم الله"، كلها تبث فيك الدافعية، وتجعلك توقن أن جهدك مقدر، ويعزي خيبتك في رئيسك المباشر الذي ربما لا يبادر صباحك إلا بالتجهم والنقد وإسداء الأوامر، وبنبرة التعالي والفوقية، وهذه النوعية لم يهذب تعاملها العمل الاجتماعي، ولم تغمرها بهجة الشعور الإنساني الذي يغشاك، وأحدهم يدعو لك أو يمتدح صنيعك معه.
هم من أصل البيروقراطية والتعاملات الإدارية الجامدة التي تقوم على مبدأي التسلط والتوهم بالملكية للكرسي والموظف وحتى المراجع.