الطَّارقُ في اللغة "النجم الثاقب"، إن عودة الوفاق بين الجماهير الأهلاوية التي رأيناها أمام الشباب بهذه السرعة بعد التنافر مؤخرا بسبب بعض الخسائر دليل وعي وترجيح المصلحة العامة على الخاصة، فكثير من المجانين كانوا غير راضين، لكنه لم يتبق وقت للعتاب، فالمرحلة توجب الدعم، وبناء على عشق غائر وأمل لم يغادر وتفاؤل هادر طالب مجانين النادي بعودة الإداري المحنك كيَّال، حيث يرون فيه رجل المرحلة الصارم وصوتهم داخل النادي ولا تأخذه في حب الأهلي والنظام لومة لائم.
أراه كذلك وأتمنى أن لا يُحمّل فوق طاقته وأن لا يحسب له النجاح أو الفشل وحده، وبالفعل تحقق مرادهم ليحضر الفريق بشكل أشرس وبتكتيك منظم كان ليلتها كيال، ظل جروس لا يتحرك يمنة ولا يسرة إلا وهو في ظهره، إلا إن انشغل طارق باحتضان أبنائه اللاعبين عند فرحهم بالتسجيل أو حزنهم لمغادرة اللقاء ليقول إن الآباء يقسون على أبنائهم أحيانا لأنهم يحبونهم.
طارق كيال ضالة الأهلي في هذه الفترة، هل رأيتم ارتفاع معدل لياقة تيسير؟ وهل لاحظتم عودة بصاص الصارخة، ومرونة السومة، وصلابة عقيل، وروقان المقهوي؟
كل هذا كان يحتاج إلى طارق، أي قليل من النظام وكثير من الحُب ليفترس الأخضر وبرأفة المؤشر الشباب، حتى لم يبق منه سوى تسديدات طائشة يقول فيها الشبابيون "ليتني ماجيت". هو هكذا الأهلي عندما يثور ليس أمامك سوى الاستسلام في رواية، والاستمتاع في أخرى.
ابتداءً من غد أمام الفريق سبع جولات على ترويض هذا الدوري العاق، لذا يجب أن يكون الفريق بذات الروح والمدرج بذات الحضور أو أكثر.
إن الفرص "الصدارة" عندما تأتيك لا يكفيها فقط لكي يبقى الاستمتاع بها، فهي تبحث عمن يتمسك بها كامرأة حسناء، فلا تقبلون فيها المشاركة يا أهلي في الأهلي.