ودع العالم الإسلامي أمس أحد أبرز القراء، الذي جمع كل أطياف وتيارات العالم الإسلامي الفكرية والاجتماعية بصوته العذب وقراءته المميزة للقرآن الكريم أثناء إمامته للحرم النبوي الشريف أو من خلال التسجيلات الصوتية التي لا يكاد يخلو منها بيت.

ففي تمام الساعة 6:26 من صباح أمس أعلن الحساب الرسمي للشيخ الدكتور محمد أيوب بتويتر، وفاته بعبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خير منها.. توفي والدنا الشيخ محمد أيوب وستكون الصلاة عليه بإذن الله بعد صلاة الظهر".

وبعد صلاة الظهر تقاطر مئات الألوف من المصلين في المسجد النبوي الشريف لتشييع إمام الحرم النبوي سابقا المقرئ الشيخ الدكتور محمد أيوب الذي وافته المنية في وقت متأخر من مساء أول من أمس في مستشفى الأنصار بالمدينة المنورة عقب تعرضه لمتاعب صحية.

وعقب الانتهاء من صلاة الميت على الفقيد احتشد مئات المصلين من محبي الشيخ أيوب قبالة باب الجنائز لنقل جثمانه إلى مقبرة بقيع الغرقد المتاخمة للمسجد النبوي الشريف حيث دفن جثمانه هناك.

والشيخ محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر، عُين إماماً للمسجد النبوي الشريف عام 1410 واستمر حتى عام 1417، حيث كان قبل ذلك إماما في مسجد قباء، ثم انقطع عن الإمامة فيه 19 عاماً ليعود مرة ويصلي إماماً بالمصلين في شهر رمضان الماضي.

ويعد الشيخ محمد أيوب من القراء المشهورين في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفزيون، وقد سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملاً، حيث يتم بثه من إذاعة القرآن الكريم، وسجلت له أيضاً قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، وهي تنشر تباعاً في الإذاعة.


 


أمنية تتحقق

قال الشيخ محمد أيوب في إجابته على سؤال وجه له في إحدى القنوات الخليجية عن أمنيته "أمنيتي الوحيدة أن يكرمني الله عز وجل بالعودة إلى الحرم النبوي الشريف لإمامة المصلين مرة أخرى قبل أن ألقى الله عز وجل".

وفي رمضان العام الماضي 1436هـ صرح الرئيس العام لشؤون المسجد لحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بصدور موافقة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تكليف الشيخ محمد أيوب رحمه الله إماما لصلاة التراويح والقيام، وحقق ملك العزم والحزم أمنية ذلك الشيخ الجليل رحمه الله.





 


ذكريات

يسترجع في حديثه لـ"الوطن" رئيس قسم شؤون حلقات القرآن الكريم بالمسجد النبوي سابقاً والمجاز بالقراءات العشرة الشيخ الدكتور عبدالله المخلافي عن الشيخ محمد أيوب بعض الذكريات قائلا: تربطتني بالشيخ القارئ محمد أيوب ـ رحمه الله تعالى ـ معرفة قديمة وكنت ممن صلى خلفه في مسجده القديم بشارع الملك عبد العزيز في المدينة والجديد بالقرب من الدائري، وصليت خلفه في الليالي العظيمة في شهر رمضان في السنوات التي أم فيها المصلين، وكانت قراءة الشيخ رحمه الله تتميز بأمور منها: سهولة القراءة وجودتها وحسن الأداء والتنوع في جمال الصوت مع مراعاة أحكام التجويد، الأمر الذي يجعل السامع يسكن لقراءته ويخشع ويفرح بطولها، ومعلوم أن تحسين القراءة أمر مطلوب، وفي ذلك الأحاديث، ومنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقد نالت قراءته رحمه الله استحسان السامع المباشر لسماعه بالمسجد النبوي الشريف أو من يستمع إليه بعد ذلك عبر التسجيل، فصوته ندي في أذن السامع سواء سمعه وهو في داخل المسجد النبوي الشريف المكان المحفوف بالمشاعر التي لا توصف أو استمع له بعد ذلك. رحمه الله تعالى ورضي عنه وأسكنه الجنة".

ويضيف متأثراً الطالب محمد هارون أحد طلاب معهد الحرم النبوي عن الشيخ :"بأنه يتميز بحنجرة ذهبية لا مثيل لها حتى أنني تأثرت كثيراً به وبطريقة قراءته"، وأضاف هارون أنه صلى مع الشيخ صلاة العشاء في مسجده المعتاد مسجد الشيخ حسن الشاعر الواقع في مخطط طيبة، وأنه بعد الصلاة وجد على ملامح الشيخ محمد أيوب التعب والإرهاق.


 


تغريدات النعي تصل للترند العالمي

تبوك: أيمن آل أحمد

أنشأ رواد "تويتر" أمس هاشتاقا عن وفاة الشيخ محمد أيوب، تحدثوا من خلاله عن حياته وأمنيته قبل وفاته، واستحضار قراءاته السابقة، الأمر الذي وصل من خلاله إلى الترند العالمي.

عبدالله الشهري "الكلّ يترحم عليه، ما أطيب حياتكم يا أهل القرآن، وما أقسى وداعكم وأشد ألمه".


محمد المنجد "كم هو مؤثر أن يكون مضطجعا في المكان الذي كان فيه قائما من المحراب إلى الجنازة، رحمه الله وأموات المسلمين".


سامي المغلوث "رحم الله الشيخ محمد أيوب رحمة واسعة، فقد كان مدرسة في تلاوة القرآن الكريم، تأثر بها الكثير من الحفاظ".


حسام القحطاني "حتى في وفاته، الجميع اجتمعوا بالدعاء وبدون خلافات، الهاشتاق الوحيد الخالي من السب والخلافات في تويتر".


مبارك الخالدي: "رحم الله الشيخ القارئ محمد أيوب، أحد أئمة الحرم النبوي لمدة 17 سنة، وأحد مشايخ القراء في العالم الإسلامي".


فهد دغريري "إن كان قد رحل عنا جسدا، فسيبقى بيننا صوتا عذبا نريح به مسامعنا، رحمك الله شيخنا الجليل".