الكاتب السياسي الذي لم يمارس السياسة، كالمدرب الذي لم يلعب كرة القدم.. قد ينجح الاثنان.. لكن نجاحهما لا يقارن بنجاح سياسي مخضرم، أو مدرب أمضى ثلث عمره يركض خلف الكرة المستديرة!

عبدالرحمن الراشد، كاتب سياسي عربي لا يتجادل عليه اثنان.. حتى خصومه، إذا تجاوزوا نقاط الخلاف معه، هم أول الشهود بتميزه على المستوى العربي، لا الخليجي فحسب..

لكن يبدو أن "الراشد" وقع في الفخ الذي نأى بنفسه طويلًا عنه، وبدا متأثرًا بالجدل الصاخب في مواقع التواصل الاجتماعي، ربما لذلك علاقة بدخوله لعالم "تويتر" أخيرًا.. إذ انساق يوم أمس للكتابة عن النائب الكويتي عبدالحميد دشتي، النسخة الكويتية المطورة للمصري إبراهيم عيسى!

المأخذ الأول: أنه وصف دشتي بقوله "نائب تافه" -وهو تافه بالفعل- لكن هذا الوصف وإن كان مقبولًا من أناس لا شأن لهم بالخطاب السياسي، إلا أنه مرفوض من كاتب محترف موضوعي كالراشد، لم يسبق له - فيما أذكر- أن استخدم مثل هذه المفردات حتى في حديثه عن عدو مشترك كـ(بيريز) أو (نتانياهو) مثلًا!

المأخذ الثاني قول الراشد: "أن للكويت هدفا بالصبر عليه وأمثاله -يعني دشتي- تريد المحافظة على نظامها العام الذي يمنح حق التعبير والتمثيل النيابي"، وهذا الاستنتاج مخاتل مع كل التقدير للكاتب المخضرم؛ بالنظر لكون الكويت عاقبت نائبًا آخر اتهمته بالتطاول على دولة شقيقة قبل سنوات، فلماذا لا تتم معاقبة دشتي؟!

المأخذ الثالث، تبرير الراشد أن الكويت "لا تريد أن تضع البلاد في مواجهة مع أي قوة خارجية بالميل مع أخرى".. وفي هذا قفز على الواقع، فالشقيقة الكويت، منسجمة تمامًا مع القرارات التي اتخذت خليجيًا أو على مستوى الجامعة العربية، وأعلنت تضامنها مع الرياض علنًا دون مواربة.

أما دشتي فليس سوى عميل إيراني سوري مزدوج، شأنه شأن كثير من العرب الذين انسلخوا من هويتهم إما لدوافع طائفية كريهة، أو بحثًا عن الريال الإيراني، ولا يجد الكثير من السعوديين أي عذر مطلقًا للسكوت عنه، وعدم معاقبته!

 تقول العرب في أمثالها الانتهازية: "ذل قومٌ لا سفيه لهم"!