أعلن في ختام اجتماع وزراء الداخلية العرب الثالث والثلاثين عن جملة قرارات تصب في مصلحة الأمن القومي العربي الذي نالته يد التخريب خلال السنوات الماضية، وما زال بعضها يعاني من ربيعها الأسود، وما يجري في سورية أكبر مثال لذلك الانفلات الذي طال أمننا العربي، ولكن وزراء الداخلية العرب الذين أنهوا اجتماعهم في العاصمة التونسية برهنوا لشعوب منطقتهم أنهم عند مستوى المسؤولية المنوطة بهم كأمناء على الأمن في الأوطان العربية والمساهمة في الاستقرار والسلم الدوليين بكل ما يسهم في استقرار لمصلحة شعوب العالم.
لقد جاء في كلمة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب وزير مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب عدة محاور هامة برهنت على نجاح الإجماع العربي أمنيا، وأن المسؤولية تجاه شعوب المنطقة مسؤولية عظيمة تتطلب منا الإخلاص واليقظة ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وتتبع وملاحقة الذين يريدون زعزعة الأوطان وتقتيل الأبرياء وأولئك الذين وضعوا أيديهم في أيدي الشيطان على حد تعبير سمو وزير الداخلية. لقد كان من ضمن محاور هذا اللقاء وأمثاله على مستوى القيادات المخلصة في الوطن العربي بروز توصيات وقرارات كان من بينها وبدرجة عالية من الأهمية إعلان المجلس إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها "حزب الله" الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية، وأدان أيضاً الأعمال الإرهابية والتدخل الإيراني في بعض الدول التي تحولت مع الأسف إلى هدف خطير تنشد من خلاله إيران زعزعة الأمن في تلك الدول وتمزيق وحدة الصف الوطني لدى شعوبها.
لقد جاءت هذه الدورة في تونس بملامح جادة حملها وزراء الداخلية العرب تؤكد حرصهم على شعوب المنطقة واستقرارها، وفي مقدمتها الأمن العربي الشامل فكرياً وسياسيا واقتصادياً واجتماعياً وغيرها، لقد أحسنت الأمانة العامة في المجلس إيصال الرسالة لشعوب الوطن العربي وللعالم أن تونس وشقيقاتها من عواصم الدول العربية ستظل بإذن الله آمنة مستقرة مهما حاول الحاقدون والمغرضون صرف النظر عن جرائمهم البشعة التي تصب في مصلحة الإرهاب والقتل والإيذاء لشعوب المنطقة، حيث إن وزراء الداخلية يعلنون من تونس الحرص التام على استقرار المنطقة مهما حاول هؤلاء العبث بها، فإن يد العدالة سوف تطالهم بإذن الله كما تتطلب منا الاهتمام بكل ما من شأنه حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار لكافة شعوب المنطقة، وأن المواطن العربي يتطلع إلى مجلس وزراء الداخلية العرب بأمل وتفاؤل إلى ما يخرج به من قرارات وتوصيات يعود نفعها على شعوب المنطقة.
لقد أردف ولي العهد خلال اجتماعه مع أشقائه وزراء الداخلية العرب قائلاً: "إن هاجس المواطن العربي وشعوره أن تكون قراراتنا ملامسة لاهتمامه، ومن أولوياتها تحقيق الأمن الذي تقوم الحياة بين الشعوب على أساسه متى ما كانت آمنة مستقرة، وهذا هدفنا جميعاً من هذا الاجتماع". لقد خرجت هذه الدورة بقرارات يشعر معها المتابع لها أنها فعلاً لامست هموم المواطنين على المستوى العربي من الخليج إلى المحيط، وأكدت الدوائر السياسية أن انعقاد هذه الدورة في تونس تحديداً هو إعلان واضح وصريح وجاد بأن الأمن سيتحقق لتونس ولكل وطن عربي، وما حضور الوزراء إلى تونس إلا تأكيد من المجلس على الإصرار بأن الأمن ما زال وسيظل محل اهتمام هؤلاء الوزراء الذين برهنوا لشعوبهم أن الأمن هو هدفهم الأول والأخير. وفقهم الله جميعاً إلى الخير.