لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي أمام تصاعد الرفض الشعبي في مدينة ذمار بُدا من إطلاق إمام مسجد التقوى، الشيخ علي حفظ الله الاهنومي، والذي كانت اختطفته ونجله مساء الأحد الماضي، إذ عبّر المواطنون عن سخطهم الشديد لحادثة الاختطاف، وتوجهوا نحو مبنى السلطة المحلية وطالبوا بإطلاق الأهنومي، وهددوا بالتصعيد.
وكانت مجموعة من مسلحي الجماعة اقتحموا المسجد يوم الأحد الماضي، واعتدوا على الإمام ونجله بالضرب بوحشية بأعقاب البنادق، وأصابوه بطلق ناري في رجله، قبل أن يقتادوه برفقة ابنه إلى مكان مجهول.
وأثارت هذه الجريمة استياء كبيرا وسط السكان في المحافظة، وعموم محافظات البلاد، لما تشكله من انتهاك صارخ وخطير لحرمة المساجد وتعدٍ سافر على المشايخ.
وفور وقوع الجريمة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالرافضين الذين دعوا إلى مواجهة الميليشيات المتمردة، وبثوا صورا توضح الاعتداء على الشيخ وهو جالس يتلو القرآن في مسجده، مشيرين إلى أن السبب الرئيسي لنقمة الحوثيين عليه ومبادرتهم بضربه، هو رفضه تأييد الانقلاب في خطبه، إذ اعتاد دعوة المصلين إلى تغيير المنكر، وعدم الرضوخ لسلطات التمرد.
وبعد الاعتداء على الشيخ، رفضت الميليشيات السماح لبعض المواطنين الذين تجمعوا أمام المسجد بإسعافه ومساعدته، وقرروا بعد مشاورات استمرت عدة ساعات اختطافه، كما اعتدوا بالضرب على ابنه الذي كان يرافقه في المسجد، وحاول الدفاع عنه.
وعدّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما اقترفته الميليشيات اعتداء سافرا على حرمة المساجد، ومحاولة لتركيع المواطنين وإرغامهم على تأييد الانقلاب. وقالوا إن جرائم الحوثيين لم يسلم منها حتى بيوت الله ودور القرآن، بعد أن تضرر منها الأطفال والنساء.
وحذروا من أن الاعتداء لن يكون الأخير على بيوت الله ما لم يبادر الشباب إلى حمل السلاح وطرد ميليشيات الحوثيين المتمردة من المدن التي اجتاحوها، ودعوا إلى تشكيل مجالس للمقاومة الشعبية تتولى تنظيم جهود المقاتلين.