الحوار مع الزميل والصديق الكاتب عبدالله المطيري دائما فخم وممتع، وكالعادة نبدأ بالهلال بحكم هلاليته، وننتهي بموضوع آخر بعيد كل البعد عن الرياضة.

في آخر نقاش بيننا، تطرقنا إلى موضوع الحسد، هذا الشعور المقيت بالنسبة لي غير مفهوم، ولا أعرف المبرر الذي يجعل شخصا يتمنى زوال النعمة عن شخص آخر! أو العكس، أن تكون سعادته في مصيبة إنسان آخر.

قد أتفهم أن موظفا يحسد زميله الموظف على ترقيته، لأنه يرى أنه أحق منه بالترقية، ولا أستغرب عندما يحسد لاعب كرة قدم لاعبا آخر لإنجاز رياضي حققه للسبب نفسه، وهو المنافسة، ولكن الغريب أن تجد شخصا يحسد آخر هو لا ينافسه وبعيد جدا عن المجال الذي يعمل فيه. بل إن بعضهم وصل إلى مرحلة يستاء ويحس بضيقة إذا حصل لك أي أمر جيد في الحياة رغم أن حصولك على هذا لا يترتب عليه أي أثر سلبي عليه.

هناك ناس بيننا يعتقدون أن الحياة مباراة ومنافسة بينهم وبين الآخرين، وهؤلاء هم أكثر الناس حسدا، فتجد بعضهم يغضب ويكاد ينفجر من الداخل إن عرف أنك اشتريت منزلا حتى لو كان يملك منزلا، ويستاء أن اشتريت سيارة جديدة، أو حصلت على وظيفة مرموقة، أو حتى سافرت في رحلة استجمامية.

ما زلت أجهل لماذا يغضب بعضهم من سعادتك؟ ولماذا يسعدون بشقائك؟ مع ملاحظة أنك لست عدوا بالنسبة لهم، وبالعكس أحيانا كثيرة تكون من المقربين.

الصديق العزيز فهد البتيري يقول "الواثق بنفسه عندنا دائما مكروه"، وفعلا أجد أن هذه المقولة صحيحة، فالواثق بنفسه غالبا ناجح، ولذلك هو محسود، ولكن المشكلة الحقيقية عندما يكون هناك من يحسدك حتى على أتفه الأمور.