أعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقرير نشرته أمس، أن تثبيتا محتملا للإنتاج في الدول المنتجة للبترول ربما يكون "أثره محدودا"، مشيرة إلى أن استعادة السوق توازنها يرجع أساسا إلى انخفاض الإنتاج الأميركي من النفط الصخري. وسجلت أسعار النفط بعض الارتفاع في الأيام الأخيرة بعد انخفاضها السريع في يناير، وبدا أن تفاؤلا ساد الأسواق قبيل اجتماع بين المنتجين الرئيسيين الأحد في الدوحة، بهدف تحقيق استقرار في العرض الذي يشهد حاليا تضخما في العالم. وعدّت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أنه "إذا كان يجب أن يكون هناك تثبيت للإنتاج، بدلا من خفضه، فإن الأثر على إمدادات النفط سيكون محدودا".


الطلب على النفط


توقعت وكالة الطاقة تراجع الطلب العالمي على النفط الخام إلى 1.2 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، مقارنة مع نمو بلغ 1.8 مليون برميل يوميا خلال العام الماضي 2015. وبحسب تقرير الوكالة، فإن توقعات تراجع نمو الطلب على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا، نابعة من تباطؤ اقتصادات الصين ودول أوروبا، والنمو المعتدل في الولايات المتحدة الأميركية.







تخمة المعروض


عانت أسواق النفط الخام في مارس الماضي من تخمة في المعروض، والتي ارتفعت بنحو 300 ألف برميل يوميا إلى مليوني برميل فائضة عن حاجة مستهلكي النفط حول العالم، بحسب الوكالة. وبلغ إجمالي إنتاج النفط الخام خلال مارس الماضي 96.1 مليون برميل يوميا، منها نحو 57 مليون برميل يوميا إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بانخفاض بلغ 710 آلاف برميل عن متوسط إنتاجها اليومي في 2015.وانخفض إنتاج "أوبك" من النفط الخام بنحو 90 ألف برميل في مارس الماضي إلى 32.47 مليون برميل يوميا، بسبب تراجع الإنتاج في العراق ونيجيريا والإمارات، بينما ارتفع في إيران وقرب مستوياته في السعودية. وتعاني أسعار النفط الخام تراجعا كبيرا منذ منتصف 2014 بنسبة 68? من 120 دولارا للبرميل إلى أقل من 42 دولارا في الوقت الحالي، بسبب تخمة المعروض ومحدودية الطلب الناجمة عن تراجع معنويات الاقتصادات الناشئة والمتقدمة.


النفط الصخري

سيعود التوازن إلى السوق خلال انخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهي إحدى الدول المنتجة الرئيسية الغائبة عن اجتماع الدوحة الذي تشارك فيه روسيا ومعظم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بما فيها المملكة العربية السعودية. وقالت وكالة الطاقة الدولية "نستبق منذ أشهر عدة، نموا مطردا في الطلب على النفط، وانخفاضا في العرض من خارج أوبك. وبدأ هذا السيناريو يتحقق على الأرض، ويبدو أن سوق النفط تقترب من الاستقرار في النصف الثاني من هذا العام". ووفقا لأحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية حول مجمل العام، يفترض أن ينخفض عرض الدول غير الأعضاء في أوبك إلى 710 آلاف برميل يوميا -بما في ذلك 480 ألفا في الولايات المتحدة فقط- مقارنة بعام 2015، لتصل العروض إلى 57 مليون برميل يوميا.