بينما أوضح خبراء صناعة الذهب والمجوهرات من كبريات الشركات العالمية المشاركة في "معرض صالون المجوهرات السابع" الذي انطلق الإثنين الماضي في فندق هيلتون بجدة، أهمية الاستثمار في هذه الصناعة بالسوق السعودي لتميزه بالقوة الشرائية العالية وحجم الاستهلاك الكبير على مستوى الشرق الأوسط، أعلنت خبيرة المجوهرات السعودية، دانية نصولى، أن السوق السعودي يستحوذ على 50 % من سوق المجوهرات في العالم العربي بفضل ارتفاع القدرة الشرائية، مشيرة إلى أن المعرض وصل إلى مرحلة النضج بفضل الخبرات التي تم اكتسابها فيما يتعلق بذوق الجمهور أو احتياج الشركات. وقالت ليليان إسماعيل مصممة مجوهرات إن المعرض مثل فرصة رائعة لكثير من المصممات السعوديات لشق طريقهن والوصول إلى العالمية طوال السنوات الماضية، وأشارت إلى أن النسبة الأكبر من السعوديات يقبلن على شراء الألماس.


توثيق الشراء

شدد خبير المجوهرات هاني رمضان على أهمية الحصول على شهادة موثقة، عند شراء أي قطعة مجوهرات للتأكد من جودتها، مؤكدا أن المملكة تتميز بأجود أنواع الذهب، لذلك تزداد معدلات الإقبال عليه، وأشار إلى أن منطقة الخليج تستورد 85 % من الذهب والمجوهرات من الخارج، ووصف المعرض بالمتميز خلال هذا العام، معربا عن أمله في أن ينال الإقبال الكبير ذاته في الرياض.

واتفق الخبيران رافي يسايان ومحمد الدبيان، على أن المملكة تعد رابع دول العالم في استهلاك الذهب بأكثر من 55 طنا سنويا، وأشارا إلى أن المعرض يتطور من عام إلى آخر، ويقدم تجارب واعدة ودعما غير مسبوق في رعاية المواهب سنويا.


تقييم السعر

 قال سعيد عبدالله رئيس قسم الأرشيف الجيولوجي في هيئة المساحة إن تقييم سعر قطع الألماس والياقوت يعتمد على الجودة ونقاء الحجر، خاصة إذا كان طبيعيا، مشيرا إلى أن الذهب كمعدن مطلوب طوال العام كعملة معدنية تحتفظ بقيمتها المالية.  من جهتها، أعربت السيدة هيا السنيدي المنظمة للمعرض عن سعادتها البالغة لحجم الإقبال على المعرض، وأشارت إلى أهمية مشاركة المصممين السعوديين في المعارض الخارجية من أجل مزيد من الاحتكاك والتعرف على الجديد في الصناعة، وأعربت عن اعتزازها بتقديم صالون المجوهرات العديد من المصممات التي حظيت أعمالهن بتقدير كبريات الشركات العالمية.





مختبرات عالمية

دعا خبراء ومختصون في صناعة الذهب والمجوهرات إلى ضرورة تعزيز السوق السعودي بمختبرات ذات جودة عالية وعالمية، لحماية العملاء والمستثمرين، على حد سواء، من الوقوع في عمليات غش وغير ذلك. وقالوا لـ"الوطن" على هامش فعاليات المعرض، رغم أن السوق السعودي من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط والعالم استهلاكا للذهب والمجوهرات ويحتل المرتبة الرابعة عالميا والأولى عربيا إلا أنه يفتقد وجود مختبرات متخصصة في فحص الألماس والمجوهرات.


مختبرات سوليتير

قال الدكتور صالح السدراني المدير العام لمختبرات سوليتير لفحص المجوهرات نهدف إلى تحسين صورة قطاع الذهب والمجوهرات لدى المستهلكين، مشيرا إلى أن المختبرات حصلت على الترخيص النهائي من وزارة التجارة والصناعة كأول مختبر يؤسس على نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، ويعد المختبر الأول والوحيد في السعودية، ويتولى فحص الألماس السائب والمرصع وغيره من الأحجار الملونة بأعلى معايير الجودة، حيث تتم معاينة الألماس المرصع أو في حالته السائبة، ومن ثم إعداد تقرير عن المعايير الأربع للألماس 4Cs، ومن ثم تعرض هذه النتائج على العميل بشكل تقرير مفصل، سواء كان عن الألماس أو المجوهرات المرصعة بالألماس، بينما الأحجار الكريمة الملونة يتم فحصها بالتفصيل من أجل الكشف عن طبيعة تضميناتها الرائعة والمتميزة، ومن ثم توثيقها في تقرير عن الأحجار الكريمة يبين معظم خواصها الفيزيائية والبصرية وأصولها في بعض الحالات.


فحص الألماس

أوضح عضو لجنة المعادن الثمينة في الغرفة التجارية بجدة محمد عزوز أن السوق السعودي يفتقد وجود مختبرات ومعامل متخصصة لفحص الألماس والمجوهرات للعملاء كالمعمول به في العديد من الدول والمجاورة، مؤكدا أن هناك مطالبات بوجود مراكز متخصصة لمواكبة التطور العالمي في هذا القطاع الاقتصادي الكبير.


أحجار الزبرجد

قدم المهندس الجيولوجي، رئيس قسم المعادن والصخور الصناعية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أديب حسن زيادي، شرحا عن "الزبرجد" الذي يعد أحد أهم الأحجار الكريمة التي عرفها الإنسان منذ القدم، حيث استخدمه قدماء المصريين في الحلي والمجوهرات، وكان يقدر بأثمان غالية جدا، وكانت تجلب هذه الأحجار من جزيرة توبازو الواقعة في البحر الأحمر قرب السواحل المصرية، حيث كان يعتقد بأن الأحجار المتواجدة أصل تكوين الزبرجد، الذي ينتمي إلى عائلة معدن الأوليفين ذي اللون الأخضر الزيتوني الشفاف، وهو عبارة عن سيليكات الحديد والمغنيسيوم. موضحا أن مشاركتهم تأتي حرصا على تفعيل دورهم في خدمة المجتمع.