فيما التقى مشرف الأندية الطلابية بالملحقية السعودية في واشنطن مساء أمس طلاب وطالبات جامعة إيداهو في مقر النادي السعودي بالجامعة، وناقش معهم المواقف العنصرية التي يتعرضون لها من سكان مدينة "بوكاتيلو"، التي أدت إلى إيقاف الملحقية السعودية الابتعاث إلى الجامعة بشكل مؤقت، في وقت أشار فيه البعض إلى مقال نشر في مارس الماضي بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ذكر أن قسا خطب في إحدى الكنائس وحمل القرآن الكريم واتهم دين هذا الكتاب بأنه يحرض على الكراهية والعنف، معبرا عن قلقه من بناء السعوديين مسجدا قريبا من الحرم الجامعي.
تجاهل الشكاوى
أبدى مشرف الأندية الطلابية بالملحقية السعودية في واشنطن فيصل الشمري اهتمامه وقلقه على الطلاب والطالبات، معبرا عن استيائه من تعامل شرطة المدينة والجامعة مع حوادث الكراهية التي يتعرضون لها، ومنها سرقات وضرب وسب وشتم في الأماكن العامة، وتجاهل الجهتين شكاواهم، مطمئنا الطلاب بأن القضية أصبحت محل اهتمام السفارة والملحقية، وكذلك جهاز الـFBI.
قس يحرض
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا على صفحتها الأولى في 21 مارس الماضي بعنوان "مجيء الشرق الأوسط لأوهايو لم يكن أفضل الخيارات" أعده ستيفان شاول، جاء فيه أن "المشكلة بدأت بالظهور منذ عام 2014، وهو العام الذي وافقت فيه سلطات المدينة على إنشاء مسجد للمسلمين، وأن التصريحات التي أدلى بها جونز وغيرهم من الخصوم في جلسة استماع في فبراير 2014 كانت بداية علامات تصدع التسامح في هذه المدينة، وبداية الصدام الثقافي في هذا المجتمع المعزول، فبدأت المشكلات والمشاكسات بين الطلاب والسكان في هذه الولاية المحافظة، وعبر الطلاب عن استيائهم من التمييز في الحرم الجامعي وفي المدينة. وبدأ بعضهم فعليا بالمغادرة".
وأورد التقرير حديثا لنائب الرئيس المساعد لإدارة التسجيل بجامعة ايداهو سكوت سكولز، اعترف فيه "بانخفاض عدد الطلبة من الكويت والسعودية، وقال إن الحكومتين السعودية والكويتية حدتا من أعداد طلابهما القادمين إلى الولاية، حيث ألغي التحاق أكثر من 250 طالبا، إضافة إلى أن 100 طالب سعودي غادروا بالفعل".
ونقل تقرير نيويورك تايمز عن طالب كويتي قوله إن "أكثر من 100 طالب وقعوا عريضة يشكون فيها من التمييز في الحرم الجامعي وفي المدينة، وأنه يعتزم الانتقال إلى ولاية أريزونا، لأن "السكان يعتقدون أننا إرهابيون".
وأورد التقرير أقوالا لمواطنين ومسؤولين في الولاية أكدوا فيها وجود مخالفات من الطلبة العرب واستهتار بالأنظمة، ملقين باللائمة على الجامعة التي لم تراع تقديم برامج تساعد الطلاب على التكيف مع الحياة الجديدة.
وبلغت الأمور ذروتها في شهر مايو الماضي عندما كشفت صحيفة "ولاية ايداهو" عن وجود تلاعب في أسعار الإيجارات من قبل الملاك، وفرض رسوم إضافية على الطلبة العرب مع مزاعم بأن طلاب وافدين من الشرق الأوسط أتلفوا أثاث شقق استأجروها.
25 % انخفاض في الطلاب سنويا
تناولت الكاتبة جيري باري في مقالة بصحيفة "ولاية إيداهو" موضوع انخفاض أعداد الطلاب الأجانب في الولاية، وخسارة الولاية لما نسبته 25% من الطلاب الأجانب سنويا.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها نشر في أغسطس من العام الماضي أن "أعداد الطلاب السعوديين في تناقص، ونقلت مخاوف الطلاب السعوديين بشأن عدم العدالة معهم من قبل الملاك عند استرداد مبلغ التأمين على المساكن، وضمانات الإيجار المفرطة المطلوبة من قبل بعض الملاك".
جدل إعلامي
تقرير نيويورك تايمز أثار جدلا في الأوساط الإعلامية في الولاية وخارجها، حيث تناولته القناة التلفزيونية KPVI في تقرير بث على نشرتها الرئيسية جاء فيه أن "التقرير سلط الضوء على العلاقة المتوترة أحيانا بين جامعة ولاية ايداهو، وطلابها الأجانب من الشرق الأوسط".
وقال رئيس بلدية بوكاتيلو برايان بلاد إن "طلاب الشرق الأوسط في جامعة ولاية ايداهو اشتكوا من التمييز في السكن، وخلافات مع القانون، وتم عقد اجتماع مع عميد الجامعة لمناقشة هذه المشكلات، وعلينا أن ننظر إلى ما قدمه هؤلاء الطلاب من فوائد للمجتمع اقتصاديا وثقافيا"، مشيرا إلى أن الطلاب أضافوا لهم سمة أخرى من التنوع لم تكن لديهم من قبل.
وأذاعت القناة بيانا من جامعة إيداهو قالت فيه "كانت جامعة ولاية ايداهو، ولا زالت ملتزمة بخدمة جميع الطلاب وتواصل التركيز على زيادة عدد الطلاب المسجلين لديها، وتخصص الجامعة 10% من مقاعدها للطلاب الدوليين، وستواصل جهودها لجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم وتشجيعهم للالتحاق بالجامعة وبرامجها الجيدة، مع أخذ ملاحظاتهم حول تعليمهم في الجامعة بعين الاعتبار".