شرعت وزارة التجارة والصناعة في استحداث نظاما جديدا لشركات غير ربحية في السعودية بـ31 مادة، إذ تعكف حاليا على رسم خارطة طريق لهذه الشركات ومساعدتها على مأسسة المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وضمان الاستدامة.
ووفقا لمعلومات "الوطن" فإن الوزارة ليس لديها أي شركة غير ربحية مسجلة لديها، بل كمؤسسات غير ربحية بأنشطة تجارية وجمعيات تبلغ عددها نحو 426.
رسم خارطة الطريق
اعتبر وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة أن مشروع نظام الشركات غير الربحية يهدف لرسم خارطة طريق لهذا النوع من الشركات بما يؤدي إلى ازدهار القطاع غير الربحي والخيري ومساعدته على تحقيق أهدافه النبيلة. ويأمل الدكتور الربيعة من خلال مشروع النظام تحقيق أربع أهداف تتضمن: مساندة القطاع العام في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة والشاملة في المملكة، وتطوير البيئة النظامية للعمل غير الربحي لتتواكب مع التطور الذي تشهده الحياة الاقتصادية، توفير وسائل تمويل مستقرة للعمل غير الربحي، وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال على الإقبال عليه ودعمه، وأخير المساهمة في زيادة الناتج القومي ودفع الحراك الاقتصادي وتحسين طرق العمل وكفاءته وتوفير الفرص الوظيفية.
الإسهام في الأعمال الخيرية
وأوضح الربيعة في موقع الوزارة الإلكتروني خلال إعلان نظام المشروع، أن السعودية تبذل جهودا ملموسة في الحث على التبرع والوقف والإنفاق والإسهام في الأعمال الخيرية، مبينا أن الكيانات غير الربحية والأوقاف في المملكة تعد رافدا من روافد التنمية والتطور، وتؤدي دورا حيويا وفعالا في تعزيز العمل الخيري.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن أهمية الشركات غير الربحية تكمن في كونها تخضع لمزايا وإعفاءات من أشكال الرسوم والضرائب، بالإضافة لكونها تساعد على مأسسة المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وضمان استدامتها، ونقل الخبرات الإدارية والفنية والإنتاجية والتسويقية التي تتمتع بها شركات القطاع الخاص مما يؤدي إلى النهوض بأدائها وتنمية نشاطاتها في الحقل الاجتماعي. وتتمتع الشركات غير الربحية بالمرونة بسبب سهولة الإجراءات المتبعة في القطاع الخاص.
مزايا الشركة غير الربحية
تختلف الشركات غير الربحية عن مثيلتها التجارية في الوظيفة الأساسية التي تؤديها كل منهما؛ حيث تهدف الشركات التجارية إلى تعظيم الربح لمساهميها وملاكها، في حين تسعى الشركات غير الربحية إلى دعم الأنشطة الإنسانية والثقافية والتعليمية والطبية وغيرها من الأهداف التي تعود بالنفع على المجتمع دون تحقيق ربح لمؤسسيها أو أعضائها.
كما تستهدف الشركات غير الربحية تحقيق الربح لها وتقديم الخدمات وممارسة الأنشطة التجارية والحصول على عوائد وإيرادات، إلا أن ربحها هذا يوجه إلى تحقيق أهدافها غير الربحية، وذلك بخلاف الجمعية والمؤسسة الأهلية التي تعد وفقا لنظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية غير هادفة للربح أساسا.
الأوقاف
ولفت الدكتور الربيعة إلى أن الأوقاف تعتبر من أهم ركائز العمل غير الربحي والخيري في المملكة، وقد راعى فريق العمل أثناء إعداد المشروع مدى استفادة الأوقاف من تأسيس الشركات غير الربحية، حيث تتيح لها الشركة غير الربحية ممارسة أعمالها بما يتفق مع نص الواقف وأحكام الوقف الشرعية، وتضمن ممارسة كافة اختصاصاتها ومنح الحماية اللازمة لها، مع ضمان المرونة الكافية للمنافسة مع شركات القطاع الخاص، وعلى ذلك ورد الاستثناء من أنظمة الوقف بما يحقق الفائدة المثلى من إنشاء الأوقاف للشركات