لم تترك نتائج مواجهات ذهاب ربع نهائي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي كثيرا من الوقت ليلتقط أطرافها الثمانية أنفاسهم قبل أن يعاودوا الركض مجددا اليوم وغدا لحسم هوية المتأهلين لنصف النهائي، وأجبرت نتائجها الجميع على البقاء في حالة تأهب وترقب بعد إخفاقهم في تسجيل محصلة مريحة تضمن لهم دخول لقاء الرد بأريحية أكثر، فباستثناء ثنائية فولفسبورج في شباك ضيفه ريال مدريد، لم تتخط نتائج المباريات الثلاث الأخرى فارق الهدف بالنسبة للمضيفين بايرن ميونيخ وبرشلونة على حساب بنفيكا وأتليتكو مدريد أو التعادل الإيجابي كما حدث في موقعة ملعب "الأمراء" بباريس.


مواجهة للتاريخ

تنتظر ريال مدريد هذا المساء مهمة ليست بالسهلة أمام فولفسبورج الألماني بعد أن عادوا من ملعب منافسهم متأخرين بهدفين نظيفين لم يكن أكثر المتشائمين من أنصارهم يتوقع حدوثها، بيد أن ما حدث يؤكد مرة بعد أخرى أن كرة القدم لا تعترف بتاريخ أو أسماء، وسيكون على "الميرنجي" إثبات أمور عديدة فوق عشب ملعب "سانتياجو برنابيو" هذه الليلة، سيكون أهمها تسجيل نتيجة تمر بهم إلى نصف النهائي، تتمثل في الانتصار بفارق ثلاثة أهداف كاملة، لذا لن يجدوا أمامهم لتجاوز كبوة الذهاب سوى الهجوم منذ الثانية الأولى، ولعل عودة المصابين بنزيمة وفاران تعزز من خيارات زيدان هجوميا ودفاعيا.  وبعيدا عن حسابات الريال، سيدخل فولفسبورج المواجهة أكثر هدوءا، فهم يدركون جيدا أن مجرد بلوغ هذا الدور يمثل إنجازا بحد ذاته، ومع ذلك فهم يشعرون بحماسة بالغة، ربما بسبب أفضلية هدفي الذهاب التي وضعتهم على أعتاب إنجاز تاريخي، وهي الأجواء التي نقلها مهاجمه أندريه شورله حينما قال "التأهل يساوي حياتنا"، مضيفا "المدينة كلها تتحدث عن فوزنا عليهم وما فعلناه.. هم سيسعون إلى الانتقام والمباراة لن تكون سهلة"، وهي كلمات تكشف عن نوايا ألمانية في إحداث المفاجأة ومواصلة مغامرتهم في البطولة، وإن نجحوا في إيقاف مد الريال الهجومي المتوقع فبالتأكيد سيكون طموحهم مشروعا.


أفضلية السيتزنز

بعد مواجهة ذهاب اجتمعت فيها كل عناصر المتعة الكروية وشهدت تعادلا إيجابيا بهدفين لمثلهما، يأمل محبو اللعبة الجميلة أن يكرر مانشستر سيتي وباريس سان جرمان الإنجليزي تفاصيلها على ملعب "الاتحاد" هذا المساء، حسابيا نتيجة الذهاب تمنح شيئا من الأفضلية لأصحاب الأرض "السيتزنز"، بيد أن لاعبيه يدركون جيدا أن دخول اللقاء بمثل هذه الحسابات قد يكلفهم ثمنا غاليا، وسيسعى مدربهم بيلليجريني إلى اللعب بتوازن في ظل امتلاكه عناصر مميزة، وبالطبع سيتطلع للتسجيل أولا ليعقد مهمة ضيفه أكثر، خاصة مع تأكيد مشاركة هدافه سيرجيو أجويرو بعد إصابته بداية هذا الأسبوع. 

الضيف الباريسي وبعد التعادل في ملعب "الأمراء" يجد نفسه مطالبا بخوض اللقاء بروح قتالية، فالفوز ولا شيء سواه ما سيضمن لهم موقعا بين كبار أوروبا الأربعة، فيما سيكون التعادل بثلاثة أهداف أو أكثر خيارا آخر أقل احتمالية استنادا إلى الظروف التي تسبق المواجهة، وسيعمل مدربه لوران بلان على الإيعاز للاعبيه بالتزام الحذر في الجوانب الدفاعية، واضعا ثقته الكاملة في النجم زلاتان إبراهيموفيتش لقيادة مخططاته الهجومية لخطف هدف أسبقية يسهل من مهمة رفاقه، وفي كل الأحوال فإن حظوظ التأهل سانحة للفريقين، بحسب ما أكده النجم السابق للسيتي والمدرب الحالي باتريك فييرا الذي قال "باريس وبالطريقة التي لعبها أمام تشيلسي في الدور الماضي أظهر أنه قادر على اللعب جيدا خارج أرضه".