كشفت دراسة علمية في مجال الطب النفسي، أن الأثرياء السعوديين لا يتقبلون إدراج دعم علاج "المرضى نفسيا"، ضمن بنود فعل الخير، أو تبرعاتهم العامة أو الخاصة.
نظرة مغلوطة
أشارت الدراسة المكونة من 58 صفحة، إلى أن سبب عدم دعم الأثرياء لعلاج المرضى نفسيا الذين يفدون إليهم بشكل مباشر أو غير مباشر، يعود إلى النظرة المغلوطة لدى كثير منهم، كون المرض حصل لهم بسبب بعدهم عن الله، أو كونهم أشخاصا غير صالحين، ابتلاهم الله بالأعراض النفسية.
وطالب القائمون على الدراسة منظمات العمل المدني، والقطاع الخيري على وجه التحديد، بضرورة البدء بحملة واسعة تغير الصورة الذهنية المغلوطة عن المرضى نفسيا، لتغير القناعات لدى المحسنين، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، لدعم ومساندة المرضى نفسيا المكلفة للغاية.
معوقات التقدم
ذكرت الدراسة عددا من الأسباب التي تعيق تقدم مجال الطب النفسي في المملكة، منها محدودية الأشخاص المؤهلين لعلاج الأمراض النفسية، إضافة إلى تسيد بعض تجارب التشخيص الخاطئة بشأن علاج بعض المرضى، والتي لعبت وسائل الإعلام دوراً مهماً في إبرازها.
ومن المعوقات التي تعيق ذهاب كثير من المرضى إلى الاستشاريين النفسيين، ارتفاع أسعار الاستشارات في المراكز الطبية الخاصة، التي تصل إلى 500 ريال، فضلا عن أسعار الجلسات، والتي تحدد بناء على طبيعة علاج الطبيب للمريض، والمدة الزمنية التي يحتاجها للخروج من علته الصحية.
ضعف التوعية
يلعب ضعف التوعية الجماهيرية، أحد الأسباب الرئيسية، دورا في عدم توجه المرضى إلى العيادات النفسية المختصة الحكومية والخاصة، في حين أن الاستشارات الإلكترونية غير المؤهلة عملياً وعلمياً، والتي تلقى رواجاً واسعاً بين مستخدمي العالم الافتراضي سبب مهم في تشويه صورة الطب النفسي.