يحار البعض في مواصفات العميل ومؤشرات الاستدلال عليه، ويسأل بعضهم هل هناك تعريف مانع جامع للرجل العميل، أو الرجل الخؤون، وأجد أن النائب الكويتي عبدالحميد دشتي هو النموذج المثال للعميل الرخيص الذي يجسد العمالة والنخاسة في أجلى صورها.

 هل يعقل أن يجرؤ أي كويتي شقيق على أن يجحد دور المملكة الرئيسي والمشرّف في إعادة الكويت من مغتصبيها العراقيين عام 1990؟ وهل يمكن لأي أحد في هذا العالم - وليس الكويتيين فحسب - أن ينكر وعد الملك فهد - رحمه الله - ومن وراءه شعب المملكة بعودة الكويت إلى أهلها، أو أن ينسى أي كويتي كيف كانت المملكة بكافة مدنها وقراها محضناً لإخواننا الكويتيين خلال الاحتلال العراقي، وأنهم كانوا مكرمين ومعززين بين إخوانهم أهل المملكة، فإذا أيقنا أن الجميع يعلم ذلك، وأن الكل مدين بهذا الفضل وممتن لهذا المعروف السعودي الرسمي والشعبي، فإن كل جاحد هو عميل طالما أنه يعلم ماذا قدمت المملكة وما هو فضلها، لكنه يثير النقع ويثير الغبار ويقلّب الحقائق ويكذب الوقائع بحسب ما يرده من أوامر تصدر إليه من الجوار الأعجمي، وذلك لأن الدشتي لا يملك رأيه ولا يصدر في كلامه عن شخص مستقل، وإنما هو رهينة لمن اشتراه ولمن استعبد ضميره ولمن أغشى بصره ليجدّف عكس التيار.

ينبت العملاء مثل الفطر في المواسم وعند الأزمات ويظلون مثل السوس ينخرون ويكيدون ويسعون للوقيعة بين الأشقاء من خلال الكذب والادعاء والتضليل، والنائب دشتي هو من يتولى بامتياز مثل هذا الدور الذي قام به قبله مثلاؤه وأشباهه من الشعوبيين الذين جعلوا ولاءهم لغير أهلهم من أعداء العرب.

هناك استياء شعبي عارم من هذا الدعي الذي يمارس نباحه منذ زمن طويل، ولم يكن أحد ليعيره اهتماماً، لكن التذمر والاستياء جاءا من نواب مجلس الأمة الذين يعلمون أن الظروف الراهنة والتحولات التي تعيشها المنطقة وتستهدف دول المجلس الخليجي لا تسمح بهذا العبث، وهذا التطاول لتجد أنها مجبرة على وقف هذه العمالة الرخيصة والاستهداف المجاني الواضح واستغلال قبة مجلس الأمة الكويتي لتمرير كذبه وادعاءاته وصفاقته.

المملكة بدورها لا تعير بالاً لهذا النباح الذي يصدر من بعض المجندين لخدمة "الولي الفقيه" في لبنان أو العراق أو الكويت، وهي تعلم يقيناً أن دورها الوطني والقومي الذي يتصادم مع العدو التاريخي للعرب هو الذي يحرض الروابض على رفع أصواتها المبحوحة، والمملكة في كل مساعيها الخيرة لردع أعداء العروبة والإسلام لا تفكر في حشو هذه الأفواه بالأحجار والتراب حتى لا تسهم في رفع أسعار التراب.

على أن الظرف الراهن لا يجب أن يجعلنا نستمر في الصمت حيال ما ينفثه دشتي أو غيره في محاولة لإيغار الصدور وإحداث الفتنة والإيقاع بين أهل المملكة وأهل الكويت، وهو ما تسعى إيران جاهدة إليه، ومن هنا وجب على إخوتنا في الكويت إيقاف الدشتي عند حده، ورفع الحصانة الدبلوماسية التي جعلوها مطية يتذرع بها كل هماز وشتام ومشاء بنميم.

عندما حدث التجاوز من مسلم البراك رفعت عنه الحصانة وأودع السجن، فما هي الحصانة التي لا تزال تحمي هذا الدعي وهو يمارس شتمنا ليل نهار؟ وما هي الحرية التي تتجاوز حدودها إلى الإضرار بالآخرين؟ وما هو سقف الأخلاق الذي يتردى إلى درجات الحضيض والانحطاط ؟

ليس أمامي إلا أن أقول للدشتي لقد فاحت عمالتك فأزكمت الأنوف.