ربما يكون العراق اليوم وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه بحاجة لمبادرة كتلك التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. فشلالات الدماء التي سالت في شوارع بغداد أمس، وقبلها في كنيسة النجاة، والقائمة تطول إذا حاولنا سرد المجازر والأيام السود التي مر بها هذا البلد منذ احتلاله من قبل القوات الأميركية، بحاجة اليوم إلى أكثر من لقاء، وأكثر من اجتماع للقادة العراقيين.

هناك استغلال من قبل جهات وفئات داخلية وخارجية لبقاء الأزمة الحكومية الراهنة تدور في حلقة مفرغة، ولكن المتضرر الأول من هذه السياسة هو الشعب العراقي بمكوناته كافة، سنة وشيعة ومسيحيين، وعرب وأكراد.

لاقت دعوة الملك عبدالله ومبادرته، ترحيب الكثير من القيادات العراقية، كان آخرهم وزير الخارجية هوشيار زيباري باعتبارها ضرورية للعراق ولخدمة شعبه، حتى إن بعض المحسوبين على تيار المالكي الذي تحفظ على المبادرة، أبدوا ترحيبا بها، لأنها تحث العراقيين على تجاوز خلافاتهم، كما عبر النائب عن حزب الفضيلة أحد مكونات التحالف الوطني جعفر الموسوي.

لم تكن المبادرة السعودية لجمع القيادات العراقية لحل الأزمة الحكومية التي مضى عليها أشهر، وإنما لتكريس واقع يضمن استقرار العراق في الدرجة الأولى، وصولا إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم كل فئات المجتمع العراقي.

انطلقت مبادرة الملك عبدالله من حرصه وحرص المملكة على العراق بمكوناته كافة، ومن الحرص على سيادته، وهو الأمر الذي يعرفه العرب، كل العرب.