قبيل يوم واحد من الهدنة التي تم الاتفاق عليها، لتدخل حيز التنفيذ اليوم، قبل أسبوع من انطلاق مفاوضات السلام المزمع عقدها في الكويت، سعت ميليشيات التمرد إلى استباق وقف القتال، وحشدت العديد من عناصرها في العاصمة صنعاء، وكميات كبيرة من الآليات العسكرية والمواد الغذائية، لإرسالها إلى مناطق القتال في تعز ومأرب والجوف. كما صعَّد الانقلابيون من وتيرة اعتداءاتهم بحق المدنيين في مدينة تعز، وشنت حملة قصف عشوائي عنيف على أحياء المدينة، تسبب في سقوط مدنيين اثنين وإصابة 18 آخرين بجروح.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن القوات الموالية للشرعية ردت على تجمعات الحوثيين، وقصفتها بالمدفعية الثقيلة، كما شنت طائرات التحالف العربي غارات عنيفة على أماكن المسلحين، مما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات. وتابع بالقول إن الثوار استغلوا حالة الاضطراب الأمني التي أصابت عناصر التمرد جراء الغارة، وقاموا بمهاجمة مواقع الانقلابيين في محيط معسكر اللواء خمسة وثلاثين مدرع، وفي مديريات الضباب وصبر وحيفان وأدت إلى تحرير سلاسل جبلية غربي تعز.
فك الحصار
قالت مصادر إعلامية إن التقدم الذي حققه الثوار والجيش الوطني جعلهم على مقربة من فك حصار تعز للمرة الثانية، بعد أن كبدوا المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، حيث باتت ميليشيات التمرد محصورة في حدائق الصالح، التي تعتبر آخر معاقلهم على الجبهة الجنوبية للمدينة. يأتي ذلك وسط تقدم ملحوظ للقوات الموالية للشرعية في محافظات مأرب وشبوة.
وكانت وسائل إعلامية قد تحدثت من داخل صنعاء عن حشود كبيرة للانقلابيين تتأهب للتحرك نحو تعز والجوف ومأرب، مدعمة بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية الثقيلة، وتموينات لدعم مقاتليهم هناك.
انتصارات متواصلة
وفي محافظة مأرب شرقي البلاد، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين في مديرية صرواح، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
واندلعت المواجهات بعدما شنت قوات من الجيش الوطني اليمني مدعومة بمقاتلي المقاومة الشعبية هجوما واسعا لاستعادة ما تبقى من مديرية صرواح المتاخمة للعاصمة صنعاء. وبحسب مصادر عسكرية، فقد تمكنت القوات الحكومية من التقدم باتجاه مركز المديرية.
كذلك شهدت محافظة الجوف اشتباكات في منطقة وقز غرب مديرية المصلوب، بعد هجوم شنته قوات الجيش الوطني على مواقع ميليشيا الحوثيين وقوات صالح. وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تحاول تفكيك الألغام التي تعرقل تقدمها لتطهير ما تبقى من مواقع للميليشيات على أطراف المديرية.