في الجولة الآسيوية الأولى، رفضت الأندية السعودية التفوق "فنيا"على أندية أوزبكستان، وانتهت الجولة بثلاثة تعادلات وفوز خجول للأهلي على أرضه وبين جماهيره، وهو الأمر الذي سينعكس على المحصلة النهائية للدور التمهيدي الذي يرتكز على عدم التفريط في النقاط على أرضك بالذات إذا أردت التأهل.
واضح جدا، ومنذ مواسم مضت، أن أندية آسيا تتطور وتقدم أعمالا فنية واحترافية جيدة، وتلقى اهتماما من مسيريها بنجومها ومواهبها، وتجدد في عناصرها بشكل مستمر، على عكس ما يحدث لأندية السعودية التي تشهد تراجعا مخيفا، وعدم اهتمام بالمسابقات الخارجية، وبات أكبر طموحاتها لا يتجاوز تحديات تنافسية داخلية، وتفاخر بألقاب فردية وجماعية، وهياط مستمر لمسميات خاصة لا تسمن ولا تغني من جوع، وسط صمت غريب من مشرعي الرياضة، وأولهم اتحاد القدم، هذا الأخير الذي بات في وضعية محزنة، وتبعث على الشفقة في أبهى وأسوأ حالاتها.
دوري أبطال آسيا تكمن صعوبته في التقدم للتأهل، فكلما تقدمت الفرق في المنافسة زاد الصداع في رأس الأندية السعودية التي رفضت استيعاب الدروس السابقة في لعبة خروج المغلوب، وأفضلية التسجيل في أرض الخصم، وبالتالي كانت تصل إلى مراحل معينة ثم تخرج بسهولة طوال 11 عاما مضت دون توقف.
نتطلع إلى أن تكون هذه النسخة مختلفة بشكل إيجابي منتظر ومأمول من الأندية السعودية المشاركة، فالفرصة متاحة لتسجيل تاريخ جديد في هذه البطولة القارية وفتح صفحة جميلة من الإنجازات الوطنية التي غابت كثيرا عن كرة القدم السعودية، بسبب الفكر المتواضع وسوء عمل الإستراتيجيات، وبدائية التخطيط داخل الأندية الكبيرة التي تفرغت للقشور وتركت ما هو أهم وأجدى، استجابة لرغبات إعلام رياضي افتقد معظم منسوبيه للحس المهني المسؤول، وبات يلعب بمشاريط جهله في جراح رياضتنا المفتوحة والمزمنة.